رأى أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل في ورشة عمل متابعة المشاريع مع أمناء مجالس مناطق المملكة في جدة أمس، أن أهم معوقات التطوير التي جرى كشفها تتمثل في العرف والتقليد السائد في الإدارة مؤكداً أهمية المرحلة الحالية التي تعيشها المملكة والتنمية التي تشرع فيها الدولة باعتبارها فرصة يجب استغلالها على أقصى مدى. وشدد أمير منطقة مكةالمكرمة على المسؤولية الكبيرة التي تقع على إمارات المناطق ومسؤوليها في هذا الشأن، مضيفاً «نحن الجهة المشرفة على كل ما يجري في المنطقة، ولعلكم تحفظون جميعكم مواد نظام المناطق التي تتضمن صلاحيات أمير المنطقة ومجلسها». وأوضح الأمير خالد الفيصل أن بداية العمل في إمارة منطقة مكةالمكرمة كانت عند وضع استراتيجية التنمية التي دعيت للمشاركة فيها مجموعة كبيرة من الأهالي والمختصين في مختلف العلوم من الشباب والكبار من الجنسين، إذ جرى تشكيل فريق عمل يضم 120 كفاءة من السيدات والرجال لوضع هذه الخطة الاستراتيجية حتى تم التوصل إلى رؤية واضحة في استراتيجية المنطقة للفترة الزمنية المقبلة، مبنية على النظام الأساسي للحكم والخطط الخمسية للدولة والمخطط الإقليمي للمنطقة وحسب الموازنات المرصودة ومنهجية الدولة المتبعة في التنمية. وبين أن أهم ما كانت تسعى إليه إمارة منطقة مكة عند وضع الاستراتيجية وضوح الرؤية «وأن نعرف تماماً ماذا نريد، وكيف نريد الوصول إليه، وكم المدة الزمنية التي تلزمنا للوصول إليه». وأضاف «وانطلقت عجلة التنمية في منطقة مكةالمكرمة من نقطة البداية وهي الكعبة المشرفة، إيماناً بأن كل شيء في المنطقة يبدأ من الكعبة المشرفة، فلولا الكعبة ما كانت مكة ولا جدة ولا المنطقة، ولكن الله أراد لها ولنا الخير فأصبح العالم يتجه قلباً وجسداً إليها طوال العام، وبهذا عمرت وبهذا كانت ولهذا دبت فيها الحياة وأتاها رزقها رغداً من كل الثمرات ولله الحمد». وتحدث الأمير خالد الفيصل عن بحث استراتيجية المنطقة حول سؤال مفاده «ماذا يريد الإنسان في هذا المكان، الإنسان المواطن والمقيم والوافد، ورأينا أن أسلم طريقة للتنمية ترتكز على أساسين هما بناء الإنسان وتنمية المكان، ثم فكرنا أي نوع من بناء الإنسان نريد، فكانت الإجابة مذكورة في القرآن الكريم وهو الإنسان القوي الأمين»، مضيفاً «ثم انتقلنا بعد ذلك إلى التفكير في تنمية المكان، فوجدنا أن هناك ثلاث مدن رئيسة في المنطقة، لكن توجد مدن أخرى ومحافظات منتشرة، فحتم علينا ذلك أن نتوجه إلى تنمية متوازنة تصل إلى كل مدينة ومركز وقرية ومتوازية تسير في كل تلك المدن في الوقت نفسه». وقال: «إنه بناء على كل ما سبق انطلقت الإمارة في اختيار المشاريع التي تخدم المنطقة كماً ونوعاً «لكننا عندما شرعنا في تنفيذ هذه المبادئ التي استندت عليها الخطة الاستراتيجية لمنطقة مكةالمكرمة رأينا أهمية أن نبدأ بأنفسنا وأن نرتب بيتنا الداخلي أولاً، فلا يمكن أن نبدأ بإصلاح ما حولنا إلا بعد إصلاح أنفسنا وبيتنا وهو إمارة منطقة مكةالمكرمة». وأشار إلى تقدم إمارة المنطقة بطلب إلى وزارة الداخلية لإعادة هيكلة الإمارة كتجربة جديدة لمدة عامين، وجاءتنا الموافقة على البدء في التنفيذ، وكانت أهم إدارات هذه الهيكلة الجديدة استحداث وكالة مساعدة للتنمية تم تخصيصها لشؤون التنمية، ثم أنشئت إدارة عامة للدراسات والعلاقات العامة تعنى بعلاقة الإمارة بالمواطنين والإدارات الحكومية، إضافة إلى إنشاء إدارة خاصة في وكالة الإمارة المساعدة للتنمية لمتابعة تنفيذ المشاريع. وأبان أمير منطقة مكة أن الوكالة المساعدة للتنمية كشفت وجود أنواع عدة من المشاريع تشمل المشاريع المتعثرة، والمتأخرة، والمنجزة، والجاري إنجازها «وقد نجحنا بفضل هذه الآلية في تحريك الكثير من المشاريع المتعثرة».