تونس - أ ف ب - اعتبر وزير الشؤون الدينية التونسي نور الدين الخادمي أن إجراء جردة بوضع المساجد التونسية عمل له «أولوية» بعدما سيطرت مجموعات متطرفة على بعضها. وقال الوزير في مقابلة مع «فرانس برس» أمس السبت إنه عمل من «الأولويات بالنسبة إلى إدارتي»، معتبراً أن حوالى 400 مسجد باتت تحت سيطرة السلفيين من أصل حوالى 5000 في البلاد. وأوضح الوزير أن «المشاكل الخطيرة موجودة في حوالى 50 مسجداً لا أكثر»، في إشارة إلى طرد عدد من الأئمة بالقوة وإجبار مصلين على تغيير مسجدهم المعتاد. وعلى سبيل المثال سيطر السلفيون منذ أكثر من عام على أحد مسجدين كبيرين في مدينة سيدي بوزيد التي انطلقت منها الثورة، وبات السكان يسمونه «مسجد قندهار» (معقل طالبان التاريخي في أفغانستان). وأوضح الخادمي أن «بعض أماكن العبادة يعاني من مشاكل إدارية، كعدم وجود إمام أو مؤذن أو إداري» علماً أنه إمام مسجد الفاتح في تونس الذي كثيراً ما تنطلق منه تظاهرات ينظمها سلفيون. وأطلقت الوزارة عملية جرد للتعرف على وضع كل مساجد البلاد، فيما سيتم في الأسبوع المقبل الإعلان عن إنشاء «لجنة عقلاء» يرأسها الوزير. وتتألف اللجنة من 20 عضواً بينهم ممثلون عن الأئمة والخطباء وأعضاء في جامعة الزيتونة الإسلامية ومدرّسون. وستكلف اللجنة بإجراء هذه الجردة على المساجد. وأوضح الوزير: «سنهتم بتوظيف الأئمة حيث ينبغي من الآن أن يكونوا من حملة شهادة الكفاءة، ويُفضّل أن تكون في الفقه الإسلامي، والتمتع بثقافة عامة في مجال العلوم الإنسانية وبانفتاح على الديانات الأخرى وأن يكونوا معروفين بحسن الخلق في أحيائهم». وأضاف: «من الآن وحتى رمضان سيعود الهدوء إلى مساجدنا».