واشنطن - «نشرة واشنطن» - يحافظ معدل النمو السنوي الإجمالي في دول جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا على مستوى يراوح ما بين 5 و6 في المئة، فيما يشهد المناخ الاستثماري في هذه الدول تحسناً مستمراً. وأعرب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية روبن بريجتي، عن الأمل في استمرار الاتجاهات الإيجابية لانتشال مزيد من الناس من الفقر. وتعمل وزارة الخارجية الأميركية لمساعدة الشركات الأميركية التي تستطيع الاستثمار في مشاريع قادرة على دعم الطبقة المتوسطة الأفريقية المتنامية. وأشار في الاجتماع السنوي الخامس ل «جمعية السفر إلى أفريقيا» الذي عقد في واشنطن أخيراً، إلى اهتمام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالنمو الاقتصادي في دول جنوب الصحراء الكبرى والتعاون الاقتصادي الذي يجمعها بالولاياتالمتحدة، معتبراً أنهما يشكلان «عماداً مهماً» في السياسة الخارجية لواشنطن ويدعم أهداف التنمية الاقتصادية التي تطاول كل قطاعات المجتمع في أفريقيا. وأشار إلى ان السفر والسياحة يشكلان عنصراً أساسياً في هذه التنمية، إذ تؤمّن السياحة دخلاً كبيراً لكثير من دول العالم، بما فيها عدد من البلدان المستفيدة في القارة الأفريقية. ولفت بريجتي إلى ان حكومة الولاياتالمتحدة «تدعم سياسات وبرامج مختلفة لمساعدة الأفريقيين والأميركيين في التركيز على الاستفادة من الفرص الناشئة». وذكّر ب «قانون النمو والفرص في أفريقيا» (أغوا) الذي يفرض تعرفات جمركية متدنّية على آلاف البضائع الأفريقية التي تدخل أسواق الولاياتالمتحدة، وإلى غيره من التدابير التي تدعم التجارة مع أفريقيا في الاتجاهين. وتابع ان أحد البرامج ساعد صناعة السياحة في شكل خاص، وهو برنامج «الأجواء الآمنة لأفريقيا» الذي يركّز على جعل النقل الجوّي أكثر أماناً ويساعد المطارات الأفريقية في تلبية المعايير الضرورية لعبور وسائل النقل الجوي الأميركية إليها. وأوضح ان نجاح أي بلد في ان يصبح مقصداً للسياح يعتمد على سهولة الوصول إليه، لذا فإن البنية الأساسية الخاصة بالطيران حيوية. ولاحظ بريجتي ان دخل أفريقيا من السياحة الدولية بلغ 44 بليون دولار في العام 2010، ما يبرز إمكانية ان يصبح هذا القطاع برنامجاً قوياً لنمو أفريقيا الاقتصادي، لا سيما السياحة الأميركية-الأفريقية. البنية الأساسية وشدد بريجتي على ان وجود «البنية الأساسية المناسبة ضروري جداً لنمو أي بلد ونجاحه كمقصد سياحي»، وأضاف ان الوصول إلى الطاقة والنقل والاتصالات اللاسلكية سيساعد في تقدم السياحة في أفريقيا كلها. ولفت إلى ان الولاياتالمتحدة مستمرة في العمل مع الدول الأفريقية لتطوير البنية التحتية الأساسية للقارة. ففي شباط (فبراير) الماضي، شكلت وزارة الخارجية بعثة لتجارة الطاقة أوفدتها إلى موزامبيق وتنزانيا ونيجيريا وغانا، ثم استضافت كلينتون في وقت لاحق من الشهر أول مؤتمر لوزارة الخارجية للعمل التجاري العالمي الذي خصص جلسة إقليمية اقتصرت على شؤون أفريقيا. وتابع ان «مؤسسة التحدي الألفية» الأميركية الحكومية للمساعدات الخارجية التي تعمل على مكافحة الفقر عالمياً تساعد في تطوير البنية التحتية اللازمة في الأسواق المهمة، بما فيها الأسواق الأفريقية. ولفت إلى أنه «في حين توجد نماذج لممارسات فضلى ضمن صناعة السياحة يمكن تطبيقها للمساعدة في تحسين السياحة عبر القارة كلها، فإن ما ينجح ويفيد في بلد ما لا ينفع دائماً للجميع. وأشار إلى سلسلة فنادق «سيرينا» في شرق أفريقيا التي «شكلت مثالاً على تدفق التأثيرات الإيجابية التي تلازم المشاركة المباشرة من المجتمع. وأوضح ان هذه النماذج من العمل القائم على جهود المجتمع تشجع على استهلاك البضائع المنتجة محلياً مقدار الإمكان واستخدام المعلومات وحشد التأييد من القادة المحليين والجماعات العرقية في وضع برامج الرحلات السياحية وتحسين البنية الأساسية المحلية، ما يحقق فائدة للجميع. أما في جنوب أفريقيا، فستعمل ناميبيا بدعم أميركي يبلغ 304 ملايين دولار بموجب اتفاق «مؤسسة تحدي الألفية» على تحسين السياحة فيها. وأوضح بريجتي ان نحو 66 مليون دولار من الأموال التي شملها الاتفاق سيخصص لتحسين الإمكانيات السياحية والطرق المحلية وجهود الحفاظ على الحدائق في البلاد.