قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن الدول الأفريقية ينبغي أن تتوقف عن طلب مساعدات وتبدأ إصلاحات هيكلية صعبة بصفة خاصة فيما يتعلق بالتجارة إذا أرادت تحسين اقتصاداتها حقا. وأضافت كلينتون في منتدى بشأن الدبلوماسية الأمريكية في القارة " معظم العمل الذي ينبغي الاضطلاع به يتعين القيام به في افريقيا."وتابعت "إذا نظرنا للتجارة بين الدولة الافريقية سنجدها في غاية التدني. لا يوجد معاملات تجارية بين الدول الافريقية. ثمة قيود ورسوم جمركية تقف في طريق تطوير اقتصاداتها." وجاءت تعليقات كلينتون اللاذعة ردا على سؤال بشأن التوسع في قانون النمو والفرص في افريقيا الذي أقره الكونجرس في عام 2000 ويمنح معاملة تفضيلية للوصول للأسواق الأمريكية لعشرات من الدول الافريقية. وتأمل الكثير من الدول الافريقية أن تصبح هذه المزايا دائمة إلا أن كلينتون أشارت إلى أن واشنطن ستبحث عن دلائل على جدية الدول الافريقية بشأن تحسين السياسات الاقتصادية المحلية. وقالت "ستقوم الولاياتالمتحدة بما عليها ولكن ينبغي على الدول الافريقية أن تعمل ما ينبغي عليها أيضا واجراء التغييرات التي تؤدي لنمو الاقتصادات في منطقة جنوبي الصحراء." وتابعت "هذا يعني الاتيان بأمور تتنافى مع المصالح الخاصة والبيروقراطية الحكومية والشركات التي تحكم سيطرتها بالفعل على سوق معينة." ومضت قائلة "يفضلون الحصول على أكبر قطعة من الكعكة الصغيرة بدلا من قطعة أصغر من كعكة كبيرة. إذا كنت ستتعامل بهذه العقلية سيكون من الصعب الاستفادة من أداة قانون النمو والفرص في افريقيا المذهلة." واستغل الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكلينتون رحلاتهما لافريقيا للتأكيد على الحكم الرشيد وقالا إن القيادة مهمة في المساعي لانهاء الحروب والفساد والمرض في القارة. ورغم التحسن في ظل القانون لاتزال التجارة الكلية للولايات المتحدة مع الدول الافريقية جنوبي الصحراء محدودة وتزيد بشكل طفيف عن واحد بالمئة من اجمالي صادرات الولاياتالمتحدة ونحو ثلاثة في المئة من اجمالي واردات الولاياتالمتحدة في 2008. ونمت الواردات من الدول الافريقية جنوبي الصحراء بنحو 28 في المئة في عام 2008 إلى 86 مليار دولار إلا أن أسعار النفط الأعلى تستأثر بجزء كبير من الزيادة.