يعاني الاستثمار في قطاع الطاقة غياباً كبيراً لأدوات تجمع المستثمرين وأصحاب الفرص في مكان واحد، على غرار الأدوات المتداولة في أسواق المال التي تطورت لتصل إلى إمكان الشراء والامتلاك والاستثمار في كل القطاعات الاقتصادية من دون معرفة مسبقة بين صاحب الاستثمار وصاحب التمويل. وأشار تقرير شركة «نفط الهلال» إلى «إمكان تصور قطاع الطاقة بشقيه المتجدّد والتقليدي من ضمن هذا الإطار للجمع بين أصحاب الفرص الاستثمارية لدى قطاع الطاقة وأصحاب مصادر التمويل، بعيداً عن الطروح القائمة التي تركز على التمويل الحكومي أو تمويلات القطاع الخاص المتمثلة بالشركات الأجنبية العملاقة، في حين لم تتوافر أسوق متخصّصة في تداول فرص الاستثمار التي يفرزها الحراك في قطاع الطاقة». ولاحظ ان «إعادة هيكلة أدوات استثمارية لدى أسواق متخصّصة في مكونات قطاع الطاقة وتصميمها وطرحها ستفرز استثمارات نوعية، فيما يمكن تقسيم الفرص الاستثمارية القائمة لتتناسب والمستثمرين سواء كانت على شكل حصص أو أسهم أو مشاركات ذات أشكال ومدد مختلفة، وقد تعمل هذه السوق على تعميق الاستثمار الأفقي وتنشيطه لتكسر حائط الاستثمار المطلق للقطاع العام وتفتح المجال لكل الأطراف للدخول في استثمارات أكثر واقعية وأكثر استقراراً وديمومة. وبيّن ان «من شأن هذه الاستثمارات ان تجذب الفوائض المالية المتوافرة على مستوى الأفراد والمؤسسات والصناديق الاستثمارية المحلية والأجنبية والحكومية، وبالتالي ضمان تنفيذ الخطط الاستثمارية التي يصعب تحقيقها في ظل نظام الاستثمار الأحادي من قبل الشركات». وشدّد التقرير على أن «أهمية ذلك تنبع من أن قطاع الطاقة ينفرد بخاصية التوسع في آليات الإنتاج والاستخدام وفي شكل دائم وسريع، لذلك يجب إيجاد وسائل وأدوات استثمارية تضمن تمويل الفرص الاستثمارية بالمكان والزمان المناسبين ومن دون تأخير. ويُذكر ان قنوات التمويل مستعدة في الظروف الحالية لتمويل فرص الاستثمار الناجحة والأكثر جدوى لدى قطاع الطاقة، من ضمن منظور دراسة الأخطار وظروف السوق والعائدات المتوقعة وحجم السيولة المطلوب والمتوافر لديها والضمانات المقبولة، ما قد يؤخر عملية التنفيذ ويضع مزيداً من الأعباء والتكاليف اللازمة على أصحاب المشاريع». ووفق تقرير «نفط الهلال»، «وعلى رغم التطور في اطر وآليات التمويل في العالم، ما زال التمويل المتخصص دون الحدود المستهدفة على صعيد مستوى الأحجام والأنواع والخبرات اللازمة والتنوع المطلوب، وخصوصاً في قطاعات تتطلب استثمارات إستراتيجية طويلة الأمد تحمل معدلات نجاح مؤكد بنسب عالية ويدعم هذا الاتجاه تمويل الفرص المتاحة، أي إعداد اطر تمويل لدى الدول، فالدول غير المنتجة للنفط يمكنها الاستثمار عبر طرح أدوات استثمارية لإنتاج الطاقة المتجددة، فيما تذهب الدول المنتجة إلى طرح الأدوات الاستثمارية الخاصة في قطاع الطاقة التقليدية لديها، ويمكن للاستثمارات ان تتداخل لتشمل كل مكونات قطاع الطاقة من قبل كل الأطراف». أخبار الشركات واستعرض التقرير أهم الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع في الخليج، ففي العراق أعلنت شركة «دي ان أو انترناشونال» النرويجية للنفط أنها اكتشفت مصدراً غنياً بالنفط في جزء من حقل طاوكي في شمال العراق. وأكدت ان النفط تدفق بمعدل إجمالي تجاوز 25 ألف برميل يومياً. وأعلنت شركة «لوك اويل» النفطية الروسية توقيع عقد ببليون دولار مع شركة «سامسونغ» الكورية بإشراف وزارة النفط العراقية، لبناء منشآت في «حقل القرنة الغربي 2» جنوب البلاد. وأعلنت شركة «تاليسمان انرجي» الكندية أنها عثرت على نفط من الخام الخفيف في أحد آبارها في إقليم كردستان في شمال العراق، وستجري اختبارات أكثر شمولاً في البئر كردامير خلال الصيف. إلى ذلك صدّر العراق ثاني شحنة من النفط الخام من منصة عائمة جديدة على الخليج على متن الناقلة «نيو كرييشن» التي حملت نحو مليوني برميل. وفي قطر، تدرس شركة «بترونت» الهندية شراء ما بين مليونين وثلاثة ملايين طن إضافية من الغاز الطبيعي المسال سنوياً من قطر. وقد ترفع الهند وارداتها من قطر إلى خمسة أضعافها خلال السنين العشر المقبلة. وفي الإمارات، تعتزم شركة «مبادلة للنفط والغاز» التابعة لحكومة أبوظبي بناء مرفأ على ساحل خليج عُمان لاستيراد الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2015، لتأمين إمدادات إضافية من الغاز لتلبية الطلب على الطاقة. وأعلنت «مبادلة» و»شركة الاستثمارات البترولية الدولية» (آيبيك) تأسيس مشروع بعنوان «الإمارات للغاز الطبيعي المسال»، يهدف إلى تأمين إمدادات إضافية من الغاز. وفي الكويت، دخلت شركة النفط الوطنية مرحلة متقدمة من محادثات لشراء شركة «إيثاكا» للطاقة التي تركز على التنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال. وأرست «شركة نفط الكويت»، الشركة الحكومية العاملة في مجال استخراج النفط وإنتاجه، مناقصة قيمتها 8.3 مليون دينار تقريباً (29.9 مليون دولار) على شركة «خليفة دعيج الدبوس وإخوانه المحدودة»، للقيام بخدمات إصلاح وتبديل وإعادة تأهيل خطوط أنابيب تدفق النفط الخام في جنوب الكويت وشرقها.