تتطلع بطلة الرماية الأميركية كيم رود إلى تحقيق أكثر من هدف في دورة لندن الأولمبية، وذلك بعدما شاركت في 4 دورات سابقة وفازت بميداليات في كل منها بينها ذهبيتان. وفي حال إعتلت منصة التتويج في لندن ستصبح أول أميركية تفوز بميداليات في مسابقة للفردي في خمس دورات أولمبية متتالية. وتعتبر رود (32 سنة) أن "الفوز بميداليات أمر رائع لكني لا أفكر بهذه الطريقة، الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي هو مواصلة العطاء وأتمنى الا تكون نهاية لمسيرتي". وشهدت مسيرة رود نجاحات واخفاقات منذ إنخراطها في عالم الرماية في سن صغيرة خلال المعسكرات الصيفية ورحلات الصيد مع عائلتها. وقد حضتها أسرتها، بعد أن لمست فيها الثبات الاإنفعالي وحدة البصر على إحترافها الرماية وكانت نصيحة ناجحة. وفازت رود بأول القابها العالمية وهي في سن 13 سنة حين كانت تنافس راميات من المستوى الأول في مسابقة الحفرة المزدوجة "دبل تراب" وبعد أيام من احتفالها بعيد ميلادها ال17، فازت رود بأول ميدالية أولمبية في مسيرتها عندما نالت ذهبية دورة أتلانتا 1996. وبعد أربع سنوات حصدت برونزية في دورة سيدني، ثم ذهبية ثانية في دورة أثينا 2004. وتؤكد رود أنها تعلم منذ صغرها طريقها جيداً والأهداف التي ترغب في تحقيقها، وتقول: "أحب الرماية، أحب المنافسات وعشقي يزداد يوماً بعد يوم لهذه الرياضة". وكانت الأمور تسير في شكل رائع مع البطلة الأميركية القادمة من كاليفورنيا، لكنها إنقلبت رأساً على عقب. فمسابقة اطباق الحفرة المزدوجة التي هيمنت عليها رود نحو 10 سنوات خرجت من الجدول الأولمبي ما اضطرها إلى التحول للمنافسة في مسابقة أطباق السكيت (الأبراج). وتذكر أن "الأمر بدا وكأني سأبدأ من نقطة الصفر. هناك بعض اوجه التشابه بين المسابقتين لكن الأمر كان يشبه الغطاس الذي يتحول لمزاولة سباحة الفراشة. التشابه الوحيد بين الرياضتين هو أنهما تتم تزاولان في الماء". وتابعت: "في هذا التوقيت كنت أشعر بانهيار كبير. لكني حاولت إخراج افضل ما لدي. وعندما أنظر إلى الوراء أرى أن هذا الموقف كان في صالحي لأنه فتح أمامي عالماً جديداً". فازت رود بميدالية فضية في السكيت خلال دورة بكين 2008 ثم تعرضت لمشكلة أخرى، فبعد أشهر وعشية مسابقة تأهيلية لدورة لندن سرقت البندقية التي كانت تستخدمها طوال مسيرتها في المنافسات من شاحنة تمتلكها. لكنها "ركّبت" على الفور بندقية أخرى من قطع غيار في حوزتها واستخدمتها في المنافسات في اليوم التالي، وفازت بلقب المسابقة ثم استخدمت بندقية أخرى تبرّع لها بها سكان المنطقة التي تعيش فيها. واستعادت رود بندقيتها المسروقة عندما إعتقلت الشرطة السارق لكنها قررت الاستمرار في إستخدام بندقيتها الجديدة. وتعتبر الأمر "حادثة مضحكة لكني أعتقد أن هذا الموقف جعل مني رامية جيدة"، موضحة " وذلك ليس بسبب تحولي إلى استخدام بندقية جديدة لكن بالنظر إلى ما فعله الناس لمساعدتي". وتتدرب رود سبعة أيام في الاسبوع وبدأ هذا التدريب يؤتي ثماره، خصوصاً أنها تأهلت لمسابقة السكيت في لندن، كما في مقدورها التأهل لمسابقة "التراب". وقالت: "سيكون أمراً رائعاً لأني سأكمل المنافسة في المسابقات الثلاث ويوجد أمامي متسع من الوقت". وبغض النظر عن الفوز بميدالية في لندن أو الإخفاق، تؤكد رود أنها لن تتوقف عن مزاولة الرماية "وأتطلّع للمشاركة في خمس دورات أولمبية مقبلة. سمعت أن أكبر رياضي حصل على ميدالية في الألعاب الأولمبية كان راميا يبلغ من العمر 72 سنة. لا أدري إن كنت سأستطيع مواصلة المشوار إلى هذه السن لكنها ستكون مسيرة عظيمة بغض النظر عن حسابات المكسب والخسارة".