واشنطن - ا ف ب - دعا مجلس الشيوخ الاميركي السلطات الايرانية الى الافراج عن عدد من القادة البهائيين المعتقلين واوصى بفرض عقوبات على المسؤولين المتورطين في اساءة معاملة اتباع هذه الطائفة في الجمهورية الاسلامية. وبينما يركز الغرب على البرنامج النووي الايراني، صادق مجلس الشيوخ الاميركي ليل الخميس الجمعة على قرار "يندد بالحكومة الايرانية لاضطهادها الاقلية البهائية". وكان البهائيون مضطهدون في ايران قبل الثورة الاسلامية في 1979 واستمر ذلك بعدها. ويدعو القرار ايران الى اطلاق سراح سبعة من قادة البهائيين صدرت عليهم احكام بالسجن عشرين عاما في 2010 بعدما وجهت اليهم اتهامات عدة بينها "التجسس لحساب اسرائيل". كما يطلب مجلس الشيوخ في قراره من الرئيس باراك اوباما فرض عقوبات على المسؤولين الايرانيين الذين شاركوا في انتهاكات ضد البهائيين في اطار قرار اعتمد في 2010 وينص على تجميد ممتلكات ثمانية مسؤولين ايرانيين لتورطهم في قمع المعارضة قبل عام من ذلك. الا ان الادارة الاميركية تركز على وقف البرنامج النووي الايراني الذي يقول الغرب انه يشكل غطاء لبرنامج عسكري بينما تنفي طهران ذلك. وقد وافق الرئيس الاميركي الجمعة على تطبيق عقوبات على المصارف والمؤسسات المالية الاخرى التي تشتري نفطا من ايران بموجب قرار كان قد صدر في كانون الاول/ديسمبر الماضي. ويستهدف هذا النص عائدات تصدير النفط الايراني. وقال اوباما في مذكرة وزعها البيت الابيض انه اتخذ هضا القرار "استنادا الى الوضع الاقتصادي الحالي وزيادة بعض الدول لانتاجها النفطي، والى مستوى قدرات الانتاج المتوافرة ووجود احتياطات استراتيجية وعوامل اخرى". واضاف "رأيت ان انتاج دول اخرى غير ايران من النفط والمشتقات النفطية يسمح باجراء خفض كبير في مشتريات النفط والمشتقات النفطية من ايران عبر مؤسسات مالية اجنبية". واكد السناتور ديك دوربن الرجل الثاني في الكتلة الديموقراطية في مجلس الشيوخ ان "زمن الاضطهاد الديني للبهائيين الذي ترعاه الدولة في ايران ولى". وقال مكتب السناتور الجمهوري مارك كيرك احد اعضاء المجلس الذين رعوا القرار بشأن البهائيين، في بيان ان التصويت على النض "يوجه رسالة قوية تفيد بان الولاياتالمتحدة ستحاسب الحكومة الايرانية على انتهاكها الحقوق الانسانية الاساسية لشعبها". ويمثل دوربن وكيرك ولاية ايلينوي التي تضم مركزا بهائيا كبيرا للعبادة. وقالت منى محمودي التي تعيش في احدى ضواحي واشنطن ان السلطات الايرانية اعدمت والديها بعيد الثورة الاسلامية نظرا للموقع القيادي الذي كانا يشغلانه في الطائفة البهائية. وعبرت عن املها في في ان يلفت قرار مجلس الشيوخ النظر الى جانب الجهود بشأن البرنامج النووي الايراني، الى وضع البهائيين في هذا البلد. واضافت محمودي ان "المسألة النووية مهمة وتثير للاهتمام وقضية حقوق الانسان تأتي بعدها بطبيعة الحال". وتابعت "لكن نقل صورة عن الوضع والكتابة بشأنه يساعد واعتقد ان حساسية الحكومة الايرانية حيال الرأي العام ستزداد في نهاية المطاف". واكدت محمودي ان ايران لم تعد تعدم بهائيين لكن الاضطهاد ما زال كبيرا ويتمثل في اجراءات عدة مثل الطرد من المدارس. وقالت انه "عندما تخاف حكومة من اطفال في الخامسة والسادسة من العمر، فهذا الامر يعني الكثير". ويؤمن البهائيون الذين ظهروا قبل قرنين، بتعاليم بهاء الله المولود في ايران في 1817 ويتخذون من حيفامقرا عالميا لهم. ويبلغ عدد اتباع هذه الطائفة سبعة ملايين شخص في العالم يعيش 300 الف منهم في ايران، كما يقول قادتهم.