بعد نحو عام فقط على توسيع صلاحيات مديرات ومديري المدارس ب52 صلاحية، قررت وزارة التربية والتعليم أخيراً سحب صلاحية المدارس في عقاب الطالبات والطلاب المتحرشين بالكتابة الخادشة للحياء داخل الفصول وإحالتها إلى مراكز الشرطة، في قرار غريب ينتظر أن يلقى ردود فعل سلبية واسعة بين أوساط المعلمات والمعلمين الذي يشتكون من تضاؤل صلاحياتهم. وفي حين استبشرت المدارس بقرار توسيع صلاحيات المدرسة، أو ما يعرف بقرار ال52 صلاحية للمدير التي تشمل حق عقاب المعلم أو المعلمة بنقلهم من المدرسة، عادت وزارة التربية والتعليم بقرارها الجديد إلى المربع الأول في الجدل الدائر عن تسبب قرارات الوزارة بشكل مباشر في اهتزاز هيبة المعلم أمام التلاميذ خصوصاً والمجتمع عموماً. وجاء في خطاب أرسلته إدارة التربية والتعليم في الرياض إلى جميع مدارس البنات والبنين، (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، «بخصوص إقدام بعض المراهقين على كتابة عبارات خادشة للحياء وأرقام «منها ما يختص بالاتصال الهاتفي ومنها ما يختص بخدمة البلاك بيري داخل فصول إحدى المدارس، لذا نؤكد على كل مدير ومديرة مدرسة بضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة في هذه الحالات والمتمثلة في إعداد المحاضر اللازمة من المدير أو المديرة، ومن ثم تقديمه لمركز الشرطة الذي تقع المدرسة في حدوده الإشرافية مع إخطار المكتب المختص بما اتخذ من إجراءات». ووفقاً للائحة العقوبات التي أقرتها وزارة التربية والتعليم في التنظيم السابق لقرار سحب صلاحيات المدارس في عقاب الطالبات والطلاب المشاغبين، (حصلت «الحياة» على نسخة منها) فإن «كتابة عبارات خادشة للحياء وأرقام للاتصال الهاتفي أو البلاك بيري»، غير مصنفة بهذا التفصيل ضمن درجات المخالفات السلوكية المصنفة إلى خمس درجات بحسب حدتها ابتداء من الأقل حدة في مخالفات الدرجة الأولى. وحوت اللائحة مخالفات من درجتين كلاهما يقود في جانب منه إلى التأويل بمخالفة «كتابات عبارات خادشة للحياء وأرقام اتصال وبلاك بيري». ففي الجانب المتعلق ب«الكتابة في الفصول» تضمنت الفقرة الخامسة من مخالفات الدرجة الثانية ما نصه: «العبث بممتلكات المدرسة أو الكتابة على الجدران» دون تحديد نوعية الكتابة أو داخل جدران الفصل أو في الجدران الأخرى للمدرسة. فيما تتفاوت الإجراءات الواجب تنفيذها بحق الطالبة أو الطالب غير المنضبط سلوكياً في حدود مخالفات الدرجة الثانية بين دعوة ولي الأمر، وإصلاح ما تم إفساده وأخذ تعهد، وبين الفصل ليومين أو النقل إلى مدرسة أخرى. أما الجانب المتعلق بنوع الكتابة في الفصول وكونها «خادشة للحياء وتحوي أرقام اتصال وبلاك بيري»، فأقرب ما يفسرها في اللائحة مخالفة في الفقرة الخامسة من الدرجة الثالثة لتصنيف درجات المخالفات السلوكية في لائحة العقوبات، نصت على «التحرشات الجنسية»، فقط دون أن تحدد اللائحة ما إذا كان التحرش جسدياً أو لفظياً أو كتابياً مثل «كتابة عبارات خادشة للحياء»، فيما شملت الإجراءات الواجب تنفيذها بحق مرتكب هذه المخالفة، إلى جانب دعوة ولي الأمر، وإصلاح ما تم إفساده وأخذ تعهد، «إحالة الطالبة أو الطالب إلى الوحدات الإرشادية، وألا يتم قبوله في المدرسة حتى يحضر تقريراً منها يفيد بما اتخذته من الإجراءات الإرشادية والتربوية والتوصية بالاستمرار في تنفيذ الإجراءات الموصى بها من الوحدة، إضافة إلى قيام المدرسة ب«التنسيق مع إدارة التربية والتعليم لنقل الطالب إلى مدرسة أخرى».