لكون كثير من المصادر التاريخية وثّقت أن الاستقرار البشري في منطقة الجوف يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، إذ كان يطلق عليها في العصر الآشوري اسم «أدوماتو» لتتحول إلى «دومة الجندل» الحالية، ولِما تحتضنه المنطقة من مواقع تاريخية وأثرية، حددت الهيئة العامة للسياحة والآثار 29 موقعاً سياحياً قابلة للتطوير في المنطقة، في مقدمها قلعة «زعبل» وبئر «سيسرا» في سكاكا، ما يجعل سكان منطقة الجوف يتفاءلون بأن تجد تلك المواقع استثماراً سياحياً، إضافة إلى أنهما سيكونان مدخلاً لتحقيق وإيجاد فرص عمل. «قلعة زعبل» تقع في الجهة الشمالية الغربية من مدينة سكاكا وتقف على قمة جبل، وبنيت من الحجر الرملي والطين على مرتفع صخري يرتفع حوالى 30 متراً، ويعتقد بأن تاريخ بنائها منذ 200 سنة، وهي منشأة حربية بحتة تضم في داخلها غرفتين وأربعة أبراج للمراقبة، ومن المرجح أن بناء القلعة كان الهدف منه مراقبة وحماية الطريق التجاري الذي كان يمر بالمدينة، كما كان الشيخ حمد الجاسر وصفها بأنها كالحارس لمساحة واسعة من منطقة الجوف هي مدينة سكاكا وما بقربها من المزارع. والقلعة يمكن الوصول إليها بواسطة درج متعرج مبني من الصخور يبدأ من الجهة الغربية، يضيق كلما ارتفع إلى أعلى، وتضم مدخلاً رئيسياً يقع في الجهة الجنوبية الشرقية ملاصق للبرج الجنوبي الشرقي من القلعة، وتضم القلعة أربعة أبراج أسطوانية الشكل في أركانها الأربعة، ترتفع عن مستوى أرضية القلعة بحوالى خمسة أمتار، والبرج حوالى ثلاثة أمتار على شرفات مربعة وعلى فتحات مربعة صغيرة، ولها سور مبني من الحجر والطين يتميز بزخرفة طينية هندسية، يبلغ ارتفاعه مترين تقريباً. كما يوجد داخل القلعة غرفتين من الطين مسقوفة بجذوع الأشجار المكونة من النخيل، إضافة إلى خزان منحوت في أرضية القلعة الصخرية لحفظ الماء، وتحتوي جدران القلعة على شرفات وفتحات مربعة الشكل استخدمت للمراقبة والرماية، وتطل «قلعة زعبل» على أحد أحياء سكاكا والبلدة القديمة، وشهدت ترميماً لمبانيها قبل نحو قرن من الزمان، وفي أسفل الجبل الذي تعلوه القلعة من الجهة الشمالية الغربية توجد مقبرة قديمة - لم يؤرخ لها - يحيطها سور منخفض تحمل نفس الاسم.