نظراً إلى كون المصادر التاريخية وثّقت أن الاستقرار البشري في منطقة الجوف يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، بظهورها منذ العصر الآشوري حين كانت مقراً لملوك الشعب الآدومي الذي أطلق الآشوريون عليه وعلى المنطقة اسم «أدوماتو» وهي «دومة الجندل» الحالية، ولكونها أيضاً تحتضن مواقع تاريخية وأثرية، حددت أخيراً الهيئة العامة للسياحة والآثار 29 موقعاً سياحياً قابلة للتطوير في المنطقة، في مقدمها قلعة «زعبل» وبئر «سيسرا» في سكاكا. وأشار بعض سكان منطقة الجوف إلى أنهم يطمعون أن تجد تلك المواقع الاهتمام بشكل أكبر من أجل الاستثمار الأمثل سياحياً واقتصادياً، حتى تصبح وجهة سياحية تاريخية للسائح المحلي والأجنبي على حد سواء، مشيرين إلى أن قلعة زعبل وبئر سيسرا ستكونان مصدراً لتحقيق وإيجاد فرص عمل استثمارية بالمنطقة، وستفتحات فرص أعمال جديدة للمواطنين، إضافة إلى كون ذلك سيحافظ على التراث العمراني وتنميته. «بئر سيسرا» تُعد «بئر سيسرا» أحد أبرز آثار منطقة الجوف، ويعود تاريخها للعصر النبطي، ويتضح ذلك من طريقة النحت الذي يشبه مدافن مدائن صالح بالعلا. «سيسرا» تقع بالقرب من قلعة زعبل على بعد 200 متر تقريباً في الجنوب الغربي، وهي عبارة عن بئر منحوتة في الصخر بعمق يصل إلى 15 متراً تقريباً، وهي مطوية بالحجارة من الأعلى، وذات فوهة واسعة يصل اتساعها إلى نحو تسعة أمتار تقريباً، وفيها درج منحوت في جوانبها يصل إلى أسفل البئر، وفيها نفق في الجهة الشرقية من قاع البئر يغذي المزارع التي تقع في مكان منخفض من المدينة على بعد ثلاثة كيلومترات، وكانت مياه السيول والأمطار تنزل إلى البئر، ومن خلال قناة تحت الدرج توزع هذه المياه إلى بقية المدينة. ويذكر في موقع الهيئة العامة للسياحة والآثار أن تسميتها تعود للقائد العسكري الكنعاني سيسرا، الذي حارب اليهود في فلسطين، وكان قائداً لجيش الكنعانيين، ويرد ذكر اسمه في النصوص التوراتية والمسيحية على أنه عدو لليهود، ويربط البعض بين اسم «سيسرا» الشائع واسم «سيسار» وهو الترجمة الإنكليزية لاسم قيصر «سيزور» المعرب. «قلعة زعبل» أنشئت قبل 200 عام