خلص اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس إلى مشروع قرار من تسع نقاط لعرضه على مؤتمر القمة التي يحضرها 10 زعماء، على ما قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الذي أكد أن المؤتمر سيصدر «إعلان بغداد حول متغيرات الربيع العربي». واعلن مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عفيفي عبد الوهاب، عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب، انه «كان هناك توافق بين سلطنة عمان وقطر حول ان تستضيف الدوحة القمة العربية المقبلة بسبب ظروف موضوعية تتعلق بعمان». وبحسب آلية التسلسل الابجدي، فان الدور كان واقع على سلطنة عمان لتتسلم رئاسة القمة من العراق، علما ان قطر سبق وان استضافت القمة العربية العام 2009. وفيما أعلن زيباري أن العراق «فتح صفحة جديدة في علاقاته مع البحرين». ولا مبادرة عراقية في ما يتعلق بالأزمة السورية، وأن القمة لن تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد، أكدت دمشق التي غابت عن القمة بسبب تجميد مشاركتها في مؤسسات الجامعة أنها غير معنية بأي قرار يصدره مؤتمر بغداد. ونقل بيان عن المالكي قوله بعد لقائه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن لدى «العراق ثقة كبيرة بقدرة الأشقاء في البحرين على حل المشاكل داخل البيت»، وأكد الشيخ أحمد حرص بلاده على «تنمية علاقاتها مع بغداد، لا سيما في مجال السياحة الدينية». وكان المالكي قال في كلمة مرتجلة خلال اجتماع وزراء الخارجية إن «الشعوب العربية اليوم غير راضية على حكوماتها في ظل التحديات الأمنية والمخاطر الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها». وزاد إن «الإرهاب استهدف العراق طوال السنوات الماضية ولن تكون الدول العربية في منأى عنه». وقال زيباري خلال مؤتمر صحافي غاب عنه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وبحضور نائبه أحمد بن حلي، بعد اجتماع وزراء الخارجية الذي حضره 17 وزيراً، إن مشروع القرار المتعلق بسورية «يستند إلى المبادرة العربية»، وأكد أن «القمة لن تطلق مبادرة جديدة، لكن الجديد هو حدوث تعشيق بين الموقفين العربي والدولي». وتوقع أن تشكل قرارات «القمة آلية ضغط كبيرة لضمان حل الأزمة السورية»، نافياً طرح مواضيع مثل تسليح المعارضة أو الدعوة إلى تنحي الرئيس السوري، ومؤكداً دعم مهمة المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان. وأشار إلى أن «العراق لا يستطيع أن يكون محايداً على الإطلاق بخصوص إراقة الدماء والعنف في سورية، والمرحلة الحالية حرجة جداً وقد انتقلت إلى النطاق الدولي ولم تعد قضية عربية فقط». ونص إعلان بغداد الذي حصلت «الحياة» على نسخة منه، على «حق الشعب السوري بالحرية والديموقراطية، ورسم مستقبله، وبالتداول السلمي للسلطة». ودان «أعمال العنف والقتل»، ورفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية. إلى ذلك، كشف مصدر ديبلوماسي ل «الحياة» أن الأمين العام للجامعة طالب الحكومة الصينية بأخذ زمام المبادرة والسعي إلى استصدار قرار من مجلس الأمن يتضمن النقاط الست محل التوافق الدولي في الملف السوري. وأوضح المصدر أن «العربي طالب المبعوث الصيني إلى سورية بأن تضغط بلاده على دمشق لحضها على التعاون مع أنان ووقف أعمال العنف فوراً». في دمشق، أعلن الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أمس أن بلاده «لن تتعامل مع أي مبادرة تصدر عن القمة وستنطلق بعلاقاتها مع الدول في شكل ثنائي». وكانت بغداد استقبلت أمس الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل والرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس مجلس الدولة العماني يحيى بن محفوظ المنذري.