فيما تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري ومنشقين في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة بعد اقتحامها، وتستمر العمليات العسكرية في حمص ودرعا وإدلب، قالت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إنها تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد يتحمل مسؤولية مباشرة عما تفعله قواته. وأوضحت المسؤولة الدولية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «في الواقع توجد أدلة كافية تشير إلى حقيقة أن العديد من هذه الأعمال ارتكبتها قوات الأمن وأنه لا بد أنها حصلت على الموافقة من أعلى مستوى». وأضافت: «كما أننا نجد أن أربعة أقسام من الأمن ومخابرات الجيش ترفع تقاريرها إليه مباشرة. هذه هي نوعية الأشياء التي سيبحثها القضاة في الجلسات الخاصة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية... مسؤولية القيادة». وتابعت: «تقول الحكومة إن هناك أفراداً مسلحين في المجتمعات المدنية وأنه يوجد إرهابيون نشطون. هذا ليس ذريعة على الإطلاق لاستخدام الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين في مناطق بها كثافة سكانية عالية. ولذلك فان هذه جريمة وفقاً للقانون الدولي». وقالت إنها شاهدت أدلة مروعة على أن الأطفال يتعرضون لسوء المعاملة في مراكز الاعتقال السورية. وأضافت: «إنه أمر مروع. الأطفال يضربون بالرصاص في الركبة ويوضعون مع الكبار في أحوال غير إنسانية فعلاً ويحرمون من العلاج الطبي أو يحتجزون كرهائن أو للحصول على معلومات». وعن التطورات في حماة، قال عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة أبو غازي إن «القوات النظامية اقتحمت قرابة السادسة صباحاً (4,00 تغ) قلعة المضيق والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط إطلاق نار كثيف... قبل أن تعود وتتراجع إلى أطراف المدينة وتعاود القصف عليها»، مشيراً إلى أن «المقاومة من قبل الجيش الحر مستمرة حتى الآن». وأوضح أن العناصر المنشقين «يخوضون معارك كر وفر مع القوات النظامية». وأضاف أبو غازي أن البلدة «محاصرة وتتعرض للقصف منذ 17 يوماً» مشيراً إلى تعرض القلعة الأثرية فيها لنيران القوات النظامية على مدى أيام. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان هذا الخبر، وقال في بيان: «تدور اشتباكات عنيفة في بلدة قلعة المضيق بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة تعيق تقدم القوات النظامية داخل البلدة». وقال ناشط يدعى أبو ظافر: «النظام يقصف بلدتنا منذ 18 يوماً ويدمر قلعتنا القديمة». وأضاف: «الآلاف فروا وسكان القرى القريبة ذهبوا إلى مناطق آمنة. إنهم يكدسون الناس في بيوتهم... 12 فرداً في الغرفة... رجال ونساء وأطفال». وتابع: «المعارضون غادروا البلدة. إنها محاصرة وتتعرض للقصف وليس لدينا أسلحة كافية للتصدي لهم». وفي إدلب (شماب غرب)، اقتحمت القوات النظامية قرية خان السبل المجاورة لبلدة سراقب، ونفذت فيها حملة اعتقالات، بحسب المرصد الذي أشار إلى تخوف أهالي خان السبل من أن يتكرر في قريتهم ما جرى في سراقب التي انسحبت منها القوات النظامية أمس بعد ثلاثة أيام من العمليات العسكرية. ودخلت قوات النظام السبت سراقب بالدبابات ونفذت عملية عسكرية واسعة فيها تخللها إطلاق نار وعمليات دهم واعتقالات وإعدامات ميدانية طاولت مدنيين ومنشقين، بحسب المرصد وناشطين. وأعلن «المجلس الوطني السوري» المعارض سراقب في ريف إدلب «مدينة منكوبة»، داعياً إلى «تحرك دولي فوري» لإجبار النظام على «سحب دباباته وإيقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة». وطالب المجلس في بيان «منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء»، مشيراً إلى أن عدداً من الجثث «ملقاة في الشوارع منذ يومين». كما طالب «دول الجوار وتحديداً الصديقة تركيا بفتح ممرات إنسانية فورية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية بأسرع وقت ممكن». وفي مدينة حمص، «تتعرض أحياء حمص القديمة لقصف عنيف يتركز خصوصاً على حي الحميدية» بحسب ما أفاد الناشط كرم أبو ربيع في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس. وأضاف: «سقطت عدة قذائف قرابة الساعة العاشرة (8,00 تغ) على حي بستان الديوان أصاب عدد منها كنيسة أم الزنار الأثرية». وأفاد المرصد بمقتل مواطن في حي باب هود برصاص القوات النظامية. وفي درعا (جنوب) دارت اشتباكات عنيفة فجر أمس بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة في بلدة بصر الحرير و «ذلك بعد تهديد ضابط لأهل البلدة بتسليم المجموعة المسلحة المنشقة أو البدء بعملية في البلدة» بحسب المرصد السوري الذي لم يسجل «سقوط ضحايا حتى اللحظة». في موازاة ذلك، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت أمس العميد خليف العبد الله من مرتبات الكلية الجوية أثناء توجهه إلى عمله» في حلب في شمال سورية. وزادت أن «أربعة إرهابيين يستقلون سيارة استهدفوا الشهيد العبد الله بعد خروجه من منزله متوجهاً إلى عمله بالقرب من جامع الباسل في الحي الرابع بالحمدانية وأطلقوا النار عليه ما أدى إلى استشهاده».