تركت الأعوام العشرين التي قضاها المقيم الهندي بييريه سامي في الصحراء أثراً واضحاً عليه، إذ بدا شاحباً وبانت على تقاسيم وجهه علامات الكبر. وقال المقيم ل«الحياة»: «عندما قدمت إلى السعودية في كانون الأول (ديسمبر) 1993، اصطحبني كفيلي لأعمل في تربية المواشي قرب قرية قعر الذيب، وفوجئت منذ البداية بمعاملته القاسية، إذ سحب مني جواز سفري وإقامتي ومنعني من التواصل مع أسرتي ولم يمنحني أي شيء من حقوقي». وأضاف أنه لا يعلم شيئاً عن عائلته منذ 18 عاماً، مشيراً إلى أنه تزوج قبل قدومه إلى السعودية بخمسة أشهر، ومنذ بدء عمله مع كفيله لم يتمكن من محادثتهم أبداً، ولا يعرف ما إذا كانوا أحياء أم رحلوا عن الدنيا. ولفت إلى أنه حاول الهرب من الحظيرة مرات كثيرة خلال الأعوام العشرين الماضية، إلا أنه كان يتراجع في اللحظات الأخيرة خوفاً من الموت عطشاً في صحراء النفود المترامية، مشيراً إلى أن حظيرة المواشي التي كان يعمل فيها تبعد أكثر من 50 كيلو متراً عن أقرب منطقة سكنية. وأوضح أنه كان يعتاش على الماء والخبز والحليب، وكثيراً ما كان يعاني الجوع والخوف والمرض.