هونغ كونغ، بكين - أ ف ب، رويترز - هدد تنظيم «القاعدة في المغرب الاسلامي» للمرة الاولى أمس، بمهاجمة مصالح صينية في الخارج للانتقام من مقتل 184 من الاويغور المسلمين، في اعمال عنف اندلعت في اقليم شينغيانغ شمال غربي الصين في السادس من الشهر الجاري.وأورد تقرير اعده مكتب الاستشارات الدولي لتحليل الاخطار «ستيرلينغ اسينت» الذي يتخذ من لندن وهونغ كونغ مقراً له، ونشرته صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»، ان الدعوات للانتقام من قمع بكين لتظاهرات شينغيانغ تنتشر لدى الاسلاميين عالمياً، مرجحاً ان تهدد تنظيمات متشددة اخرى مصالح الصين، علماً ان مئات آلاف من الصينيين يعملون في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، بينهم خمسون الفاً في الجزائر. وأكد التقرير ضرورة التعامل بجدية مع التهديد، «خصوصاً ان الحديث يزداد بين الجهاديين عن العزم على التعرض للصين، وباشر بعضهم جمع معلومات عن مصالح الصين في العالم الاسلامي التي يمكن استهدافها». وأشارت الصحيفة الى ان تحليل «ستيرلينغ اسينت» استند الى معلومات كشفها اشخاص حضروا جلسات ل «تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي»، وناقشوا احتمال ضرب مشاريع صينية في اليمن. وأعلنت ان «القاعدة» قتلت قبل ثلاثة اسابيع 24 رجل امن جزائرياً تولوا حماية مهندسين صينيين. ونقلت عن مسؤولين في مكتب الاستشارات قولهم إن «القاعدة لا تريد فتح جبهة جديدة مع الصين. لكن شعورها بالتضامن الاسلامي يدفعها الى المساعدة، ما يساعد ايضاً في كسب دعم وتمويل». ورد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية كين غانغ بتأكيد ان بلاده ستتخذ كل التدابير اللازمة لحماية رعاياها في الخارج. وقال: «نرفض الارهاب بكل اشكاله»، علماً ان بكين حملت حركة «شرق تركستان» الاسلامية التي تعتبرها بكينوالولاياتالمتحدة والامم المتحدة منظمة ارهابية، مسؤولية هجمات شينغيانغ، وزعمت تلقيها تدريباً وتمويلاً من «القاعدة». لكن خبراء كثيرين يشكون في تهديد هذه الحركة لشينغيانغ، في وقت تسعى الولاياتالمتحدة الى شطبها عن لائحة الارهاب. وفي اطار ردها على حملة التنديد الدولي باجراءاتها في شينغيانغ، حضت صحيفة «تشاينا ديلي» الرسمية التي تصدر باللغة الانكليزية رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على سحب تصريحات وصف فيها احداث شينغيانغ بأنها «إبادة جماعية». وكتبت في مقال افتتاحي بعنوان «لا تلووا الحقائق»: «حقيقة ان 137 من 184 قتيلاً هم من الهان يدل بوضوح على طبيعة الحادث»، معتبرة تصريحات رئيس الوزراء التركي تدخلاً في الشؤون الداخلية للصين. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينجوا» بأن وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي أبلغ نظيره التركي في مكالمة هاتفية اجراها معه الأحد الماضي، أن أعمال الشغب في أورمتشي «جريمة خطرة ارتكبتها قوى الشر الثلاث»، في اشارة الى التطرف والنزعة الانفصالية والإرهاب. وغداة مقتل اثنين من الاويغور برصاص الشرطة في اورمتشي، تمركزت قوات مكافحة الشغب في المدينة، فيما قررت متاجر كثيرة الاغلاق مجدداً، وانحسرت حركة السير. وقال احد التجار من اثنية الهوي المسلمة المقربة من الهان: «ما الفائدة من فتح المحل؟ الوضع شديد التوتر، ولا نجني مالاً من دون زبائن»، بينما صرحت امرأة من الاويغور قررت فتح محلها: «بدأنا نعتاد على الوضع». وكشف موقع «تشاينا نيوز» شبه الرسمي على الانترنت اعتقال أكثر من 70 من أفراد «عصابات تتبنى العنف» في مدينة يينينج غرب أورومتشي. وأمل رجل الاعمال انور الذي يقيم في شينغيانغ بأن تفتح الحوادث الدامية في اورمتشي اعين العالم على معاناة اقلية الاويغور المسلمة، وتساهم في حلها. وقال: «طيلة حياتي لم ار فرصة مماثلة. ندعو الولاياتالمتحدة والامم المتحدة الى القدوم لمشاهدة الوضع بانفسهم ومساعدتنا»، علماً ان المنشقة الصينية الايغورية ربيعة قدير التي تعيش في المنفى دعت بعد الاضطرابات الى فتح تحقيق دولي، مبدية املها بأن تلتزم الولاياتالمتحدة قضية الايغور. ولم يستطع انور نيل عمل ثابت خلال ثلاث سنوات، على رغم انه يحمل شهادات جامعية. وهو يؤكد ان المعارض المخصصة للحصول على وظائف تضع غالباً لافتات تشير الى استثناء الايغوريين من الوظائف. وقال: «كنا نسأل سابقاً اذا كان يمكن ان تصبح الاحوال اكثر سوءاً، وحالياً دخلنا لفترة طويلة في مرحلة سيئة جديدة».