وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديم مبلغ 100 مليون ريال لوزارة الصحة الفلسطينية لمواجهة نقص الأدوية في غزة، في وقت شهدت دول عدة حول العالم تظاهرات حاشدة للتضامن مع غزة ضد العدوان الإسرائيلي، إذ خرج الآلاف للتظاهر في كل من إيرانوعمان والخرطوم والمنامة وصنعاء والجرائر ودريربان وبرلين وبلجيكا ونيودلهي ومومباي وكابل، في وقت حظرت باريس تظاهرة مقررة اليوم. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن وزير الصحة السعودي المكلف المهندس عادل فقيه قوله أمس إن هذا الدعم السعودي يأتي بعد أسبوعين من توجيه خادم الحرمين الشريفين بتقديم 200 مليون ريال للهلال الأحمر الفلسطيني لتأمين الحاجات الطبية والإسعافية العاجلة للجرحى والمصابين نتيجة الاعتداءات الهمجية التي طاولت آلاف الأبرياء من أطفال ونساء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ألى ذلك، شارك آلاف الإيرانيين في احتجاجات حاشدة أمس تضامناً مع الفلسطينيين طالبوا خلالها بمواصلة النضال والتصدي للهجوم الإسرائيلي على غزة. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الإيراني مئات الآلاف يتظاهرون في طهران في «يوم القدس» الذي ينظمه الإيرانيون سنوياً تضامناً مع الفلسطينيين. وردد المتظاهرون: «الموت لإسرائيل» و»الموت لأميركا»، وهم يحملون صور أطفال فلسطينيين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي على غزة. وقالت وسائل إعلام إن «ملايين» شاركوا في التظاهرات في شتى أنحاء البلاد. ودان الإيرانيون التأييد الأميركي لإسرائيل، وأحرقوا الأعلام الأميركية والإسرائيلية. وجاء في بيان تلي في «يوم القدس»، ونقل على التلفزيون على الهواء: «فلترفعوا أصواتكم... التزام الصمت يسمح للنظام الصهيوني بارتكاب إبادة جماعية للفلسطينيين». وطالب آية الله أحمد خاتمي الذي أم صلاة الجمعة في جامعة طهران، المسلمين في شتى أنحاء العالم بالاتحاد ضد إسرائيل، وقال: «اضغطوا على حكوماتكم حتى تقاطع هذا النظام (إسرائيل). يجب على كل المسلمين أن يتحدوا ضد هذا النظام». وفي الأردن، تظاهر الآلاف أمس في عدد من المناطق تضامناً مع سكان قطاع غزة. ففي وسط عمان، تظاهرت أعداد كبيرة من المواطنين بدعوة من جماعة «الإخوان المسلمين»، ورددت شعارات تندد بالصمت العربي، كما عبرت عن التأييد للمقاومة الفلسطينية وصواريخ «القسام»، وحضت حركة «حماس» على تنفيذ عمليات فدائية داخل العمق الإسرائيلي. وفي مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين شمال عمان، تظاهرت حشود مماثلة طافت الشوارع الرئيسة بالمخيم، كما تظاهر المئات من سكان مخيم حطين للاجئين في محافظة الزرقاء، مستنكرين الصمت العربي. واعتصم العشرات من الأردنيين أمام مقر الأممالمتحدة في العاصمة، فيما شهدت محافظات أردنية العديد من التظاهرات المنددة بالعدوان على غزة، وأبرزها في العقبة ومعان والطفيلة (جنوب) وإربد وجرش (شمال) والسلط (وسط). وفي باريس، منعت دائرة الشرطة تظاهرة مؤيدة لغزة مقررة اليوم، فيما أعلنت شركة «ديتشه لوفتهانزا»، أكبر شركة طيران ألمانية، أنها تمدد تعليق رحلاتها الجوية إلى إسرائيل لاعتبارات أمنية، مشيرة إلى أنها ستستأنف الرحلات فور التأكد من ضمانات الحماية. ومنذ أيام، والمدن الألمانية تشهد تظاهرات منددة بعدوان إسرائيل، وسارت أمس تظاهرة كبيرة في برلين تحمل الأعلام الفلسطينية دعت إليها لجنة العمل الوطني الفلسطيني وشارك فيها ألمان أيضاً. وقال مجلس السفراء العرب في ألمانيا في بيان أمس، إن اجتماعاً عقد بحضور سفراء وديبلوماسيين عرب وألمان، ندد بالعدوان على غزة، واستغرب انحياز الحكومة الألمانية والإعلام الألماني إلى الطرف الإسرائيلي. من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي الى «تحقيق سريع وكامل» في القصف الإسرائيلي على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة أوقع 15 قتيلاً و200 جريح أول من امس. وقالت الناطقة الديبلوماسية باسم الاتحاد مايا كوسياسيتش: «قلقون جداً إزاء تصاعد العنف في قطاع غزة»، موضحة أنها المرة الرابعة التي تتعرض فيها «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) لقصف، داعية «كل الأطراف الى احترام حرمة أونروا وسلامتها». وشدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة إقامة «ممرات إنسانية» لكي يتمكن المدنيون من الهرب من مناطق المعارك إذا أرادوا ذلك. وفيما تتواصل الجهود للتوصل الى تهدئة في اليوم الثامن عشر للهجوم الإسرائيلي ضد «حماس»، دعا الاتحاد الأوروبي مجدداً كل الأطراف إلى «وقف فوري لإطلاق النار».