أسقط سلاح الجو الأردني أمس طائرة استطلاع من دون طيار في إحدى المناطق الصحراوية المجاورة لمخيم الزعتري للاجئين السوريين قرب الحدود الشماليةالشرقية مع سورية، وهو الحادث الأول من نوعه منذ بدء الأزمة السورية العام 2011. وقال مصدر في العمليات الحربية الأردنية ل "الحياة" إن "القوات المعنية أسقطت صباح الجمعة (امس) طائرة مسيّرة كانت تحلق فوق مخيم الزعتري بصاروخ أطلق من قاعدة ثغرة الجب، ولغاية الآن جار التحري عن مصدر الطائرة". وأفادت القوات المسلحة الأردنية في بيان مقتضب أنه تم فجر الجمعة رصد هدف جوي فوق المنطقة الشمالية الشرقية من حدود المملكة وتمت متابعة الهدف من جانب وحدات سلاح الجو الملكي ورصد حركته، حيث تم تدميره في منطقة خالية من السكان ضمن محافظة المفرق. وأضافت أن أي خرق لحدود المملكة البرية او الجوية او البحرية سيتم التعامل معه بكل حزم وقوة، ولن تسمح القوات المسلحة لأي كان المساس بأمن الوطن أو المواطن. وقال شهود عيان انهم سمعوا "صوت انفجار قوي بالقرب من منطقة ثغرة الجب قرب مخيم الزعتري"، فيما شاهد بعضهم "سقوط جسم غريب" لم تحدد ماهيته. وعززت الولاياتالمتحدة خلال السنوات الماضية دفاعات الأردن البرية والجوية على طول الحدود مع سورية، ونشرت صواريخ "باتريوت" أميركية ومقاتلات من طراز "اف-16". وموّلت واشنطن أيضاً بناء عشرات أبراج المراقبة الحديثة على طول الحدود. وعزز الأردن انتشار جنوده على الحدود خلال الشهور القليلة الماضية. وكان سلاح الجو الأردني استخدم خلال الشهرين الماضيين الطائرات المروحية والقوة الأرضية لقصف مركبات كانت تحاول التسلل من سورية إلى الأردن. وأعلن الجيش الاردني غير مرة الاشتباك مع متسللين واعتقال عدد منهم. واعتبر مسؤولون أردنيون ومعلقون سياسيون وعسكريون خلال حديث إلى "الحياة"، أن المعارك التي يخوضها الجيش الأردني بين الفينة والأخرى ضد المجموعات المسلحة قرب سورية، من شأنها أن تدفع المملكة نحو مزيد من الانخراط في الحرب السورية التي طال أمدها. وكانت القوات المسلحة الأردنية بدأت منذ أشهر تنفيذ خطة أردنية - أميركية قرب حدودها مع سورية، تتضمن إعادة نشر القوات على طول الحدود الممتدة إلى حوالى 350 كيلومتراً وتعزيزها بالخدمات اللوجيستية كافة، ووضع قيود صارمة على إجازات الجنود وكبار الضباط، خصوصاً داخل الوحدات العسكرية القريبة من مناطق التماس. ويستقبل الأردن اكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري بينهم ما يزيد على مئة الف لاجئ في مخيم الزعتري.