خفض صندوق النقد الدولي الخميس تنبؤاته للنمو الاقتصادي العالمي في عام 2014 ليأخذ في الحسبان الضعف في اوائل العام في الولاياتالمتحدةوالصين أكبر اقتصادين في العالم. وقال الصندوق في تقريره عن آفاق الاقتصاد العالمي إنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3.4 في المئة هذا العام او ما يقل 0.3 نقطة مئوية عن توقعاته في نيسان (أبريل) الماضي. ومن المنتظر ان يتسارع معدل النمو ليصل إلى 4 في المئة العام المقبل من دون تغير عن المستوى الذي تنبأ به في وقت سابق من العام الحالي. واستدرك الصندوق بقوله إنه لم تتوافر بعد عوامل تكفل تعافياً قوياً من المتاعب المالية العميقة في 2007-2009 وإن الأخطار على صعيد الجغرافيا السياسية الناجمة عن الأزمات في الشرق الأوسط وأوكرانيا قد تؤدي إلى مزيد من التراجع للنمو. وقال التقرير إن البنوك المركزية في الولاياتالمتحدةواليابان ومنطقة اليورو وبريطانيا خفضت جميعا أسعار الفائدة تخفيضاً شديداً لتعزيز النمو الاقتصادي وتعهدت بإبقائها منخفضة فترة أطول حتى يترسخ التعافي. وقال أوليفييه بلانشار، كبير الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، إن أسعار الفائدة المنخفضة دفعت الأسواق الى الصعود وربما تكون التقييمات إلى حد ما "متفائلة". وأضاف التقرير أن معدلات البطالة تراجعت بوتيرة أسرع مما تنبأ به الاقتصاديون في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، لكن نمو الأجور وثقة المستهلكين لا تزال أقل من مستويات ما قبل الأزمة في كثير من البلدان الغنية. وفي الوقت ذاته، فإن الأسواق الناشئة لاتزال تواجه ظروفاً مالية صعبة وتراجع آفاق النمو في المستقبل. وحض بلانشار في مؤتمر صحافي في مكسيكو سيتي الدول على بذل مزيد من الجهود لدعم النمو من خلال إصلاحات هيكلية والاستثمار في البنية التحتية. وقال الصندوق إن من النقاط المشرقة في الاقتصاد العالمي انتعاش النمو في اليابان وألمانيا وأسبانيا والمملكة المتحدة ولكن طغا عليها ضعف النمو في الولاياتالمتحدة في النصف الأول للعام وكذلك تباطؤ الطب المحلي في الصين حيث حاولت الحكومة تخفيف الإقراض وشهدت سوق الإسكان تباطؤا. وساهمت روسيا في تراجع التنبؤات العامة حيث من المتوقع أن يسجل نموها الاقتصادي ثباتا هذا العام، وذلك بسبب العقوبات والآثار الأخرى لأزمة أوكرانيا. وفرضت الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي عقوبات على شركتين كبيرتين للطاقة وبنكين في روسيا بالإضافة إلى بعض شركات الدفاع، في خطوة قال بلانشار إنها قد تدفع روسيا الى الدخول في ركود. وكانت الهند الدولة الوحيدة من مجموعة "بريكس" (البرازيلوروسياوالهندوالصين وجنوب أفريقيا) التي أفلتت من خفض التصنيف الائتماني من جانب صندوق النقد الدولي مع تعافي معنويات نشاطات الأعمال بعد الانتخابات التي شهدتها البلاد.