موسكو - «الحياة» - أعربت الخارجية الروسية عن الأمل في أن يتيح البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الامن الدولي بخصوص الأزمة السورية المجال امام حل سياسي للأزمة، وإعطاء الدعم لمهمة كوفي انان المبعوث الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية. وشددت الخارجية الروسية في أول تعليق رسمي لها حول اصدار البيان الرئاسي على «أن تبني هذا البيان يتيح للأسرة الدولية إمكانية لبذل جهود متظافرة بغية التوصل الى تسوية سلمية للأزمة السورية على اساس حوار وطني واسع». وأفادت: «يؤكد البيان على التزام المجلس الصارم لسيادة واستقلال ووحدة أراضي سورية بناء على المبادئ الواردة في ميثاق هيئة الاممالمتحدة. ويشدد البيان على ضرورة الوقف الفوري للعنف وانتهاك حقوق الانسان في هذا البلد وبدء حوار سياسي شامل بين الحكومة والمعارضة بناء على الاقتراحات الاولية التي كان قد عرضها كوفي عنان على السلطة السورية». وجددت وزارة الخارجية الروسية دعمها لجهود المبعوث الخاص للأزمة كوفي انان. كما اعربت عن الامل في أن «تساعد خبراته وسمعته الدولية في إعادة سورية الى وضعها الطبيعي». وأضافت أن موسكو «تدعو كل الاطراف السورية الى التعاون مع المبعوث الخاص، وتدعو أعضاء الاسرة الدولية للمساعدة في إنجاح بعثته المهمة». ويقضي أحد اقتراحات انان بوقف كل أشكال العنف المسلح من جانب كل اطراف النزاع تحت رقابة هيئة الاممالمتحدة بدءاً من سحب القوات السورية من المدن الكبيرة. وتقترح الوثيقة ايضاً تأمين وصول الامدادات الانسانية الى المناطق التي عانت من المواجهة المسلحة والافراج عن الأشخاص المحتجزين في شكل غير شرعي. في موازاة ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو قلقة من مضمون الرسالة المفتوحة التي وجّهتها منظمة «هيومن رايتس وتش» الى قيادات المعارضة السورية. وذكرت أن الرسالة تتحدث عن انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها المعارضة بحق المدنيين في سورية. وشددت على ان المجتمع الدولي يجب ألا يغض النظر عن هذه الحقائق. وقال قسطنطين دولغوف مفوض وزارة الخارجية الروسة لشؤون حقوق الانسان والديموقراطية وسيادة القانون: «إنها (الرسالة) تتضمن معلومات كثيرة تشير الى وقوع جرائم جسيمة في المجال الانساني ارتكبتها المعارضة المسلحة، بما فيها حالات اختطاف وتعذيب وقتل مدنيين». وأعاد دولغوف الى الأذهان أن الرسالة المفتوحة أقرت بأن المعارضة السورية تقوم بخطف مدنيين وعناصر من الجيش السوري، من أجل المطالبة بفدية مقابل الإفراج عنهم أو استبدالهم بمعارضين معتقلين من النظام. وكانت الرسالة قد اشارت الى 25 شريط فيديو على الأقل تم تحميلها على موقع «يوتيوب»، تظهر تعذيب أو مقتل أشخاص، بعد ان أجبرهم معارضون على «الاعتراف» بأنهم شاركوا في قتل مدنيين وأعداء للنظام. ودعا دولغوف في تصريحات نقلتها وكالة «انترفاكس» الى اجراء تحقيق مناسب في أعمال العنف التي ارتكبت بحق الشعب السوري ومعاقبة المسؤولين عن تلك الأعمال. وشدد على أن المعلومات التي تضمنتها الرسالة المفتوحة تثير قلقاً بالغاً وتؤكد مرة أخرى صحة الموقف المبدئي الذي اتخذته روسيا التي تشدد على أن انتهاكات حقوق الانسان التي تحصل في سياق الأحداث الجارية في سورية أمر غير مقبول. وأضاف أن روسيا قلقة أيضاً من رصد مقاتلين من تنظيم «القاعدة» ومنظمات متطرفة وإرهابية أخرى في صفوف المعارضة السورية المسلحة. ودعا دولغوف جميع شركاء روسيا الدوليين الى استخدام المعلومات التي تتضمنها الرسالة من أجل إعادة الاستقرار إلى سورية وتطبيع الوضع الانساني ومجال حماية حقوق الانسان.