بيروت- يو بي أي- حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من الفشل في إستخدام المياه العذبة بحكمة في العالم ما سيفتح الباب امام المجاعة وانعدام الاستقرار السياسي. ورأى الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة له بمناسبة (اليوم العالمي للمياه) خلال ندوة اقيمت في مقر الأممالمتحدة في بيروت أن الزراعة هي اكبر مستخدم رئيسي للمياه العذبة على الإطلاق. واضاف "ما لم نزد من قدرتنا على استخدام المياه بحكمة في الزراعة، فإننا سنفشل في وضع حد للجوع، بل سنفتح الباب امام مجموعة من الويلات الأخرى من بينها الجفاف والمجاعة وانعدام الإستقرار السياسي". وقال "على مدى العقود المقبلة ستتوقف تغذية سكان العالم الآخذة اعدادهم في التزايد وضمان الأمن الغذائي والتغذوي للجميع، على زيادة الإنتاج الغذائي وهذا بدوره يعني ضمان الاستخدام المستدام لأهم مورد من مواردنا المحدودة ألا وهو الماء". واردف قائلا "سيتطلب ضمان الأمن الغذائي والمائي المستدام للجميع، المشاركة الكاملة من جانب جميع القطاعات والجهات الفاعلة، وسيستتبع ذلك نقل التكنولوجيات الملائمة للمياه وتمكين صغار منتجي الأغذية والحفاظ على خدمات النظم الإيكولوجية الأساسية. كما سيتطلب وضع سياسات تعزز حقوق المياه للجميع وقدرة تنظيمية اقوى والمساواة بين الجنسين". وقال "كما ان الاستثمار في البنية التحتية للمياه وتنمية المناطق الريفية وادارة الموارد المائية امور اساسية في هذا الصدد". وقالت مديرة ادارة التنمية المستدامة والانتاجية في مركز الأممالمتحدة في بيروت رلى مجدلاني "نحن في منطقة تعاني من شح المياه، اذ لا يتعدى نصيب الفرد من المياه المتجددة 600 متر مكعب في السنة، يستهلك القطاع الزراعي حوالي 70% من مخزون المياه، ويصل في بعض بلدان المنطقة الى 90% بينما منطقتنا العربية تستورد اكثر من 50% من احتياجاتها للمواد الغذائية". ودعت "الجميع .. للنظر في حلول مبتكرة ترفع من كفاءة الانتاج الزراعي، وتركز على محاصيل تستهلك مياه اقل تروج لسياسات مثلى في استخدام وادارة الموارد المائية، مما يتضمن الإستفادة من مصادر المياه غير التقليدية". ولفت ممثل منظمة منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) المقيم في لبنان علي مؤمن، الى ان أزمة المياه تصيب حاليا القارات جميعا، اضافة الى تأثيرات العوامل المناخية، وايضا في وفاة 4 آلاف طفل يومياً في العالم بسبب عدم الحصول على مياه الشفة. واشار الى ان القطاع الزراعي يستهلك حوالي 70% من مصادر المياه العذبة في اكثر مناطق العالم النامي. وتطرق الى وضع المياه في لبنان، فقال "هذا البلد غني بمصادر المياه، ولكن هذا لا يعفيه من مخاطر حصول أزمة في حلول العام 2025". واعتبر وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل "ان بإمكان لبنان ان يفاقم أزمة المياه أو أن يساعد على تحسين وضع المياه". وقال "ان الموارد المائية غير رشيدة.. وانه في حال استخدام سياسة مائية رشيدة في لبنان، فإن بإمكان ذلك ان يحل مشاكل في الدول العربية". وحذر من "ان عدم حل مشكلة المياه او الاستفادة من مصادر المياه من لبنان، قد تؤدي الى صراعات مائية". واعتبر وزير الزراعة اللبناني حسين الحاج حسن، "ان مسؤولية اطعام 7 مليارات نسمة في العالم، ليست سهلة على العالم". وقال "لبنان مرتبط بمنطقته على مستوى الأمن المائي والأمن الغذائي، كما ان الأمن الغذائي مرتبط بالمياه وتقلبات المناخ وتقلبات الأسعار والسياسيات المالية والإقتصادية للدول وكل ذلك يؤثر على الأمن الغذائي والمياه في العالم". واضاف: "يتعرض لبنان منذ سنوات لتقلبات المناخ وتأثيرات الإحتباس الحراري والتصحر، لذلك شهد ارتفاعاً وانخفاضاً في معدلات الأمطار سنويا". وكشف "ان لبنان ما زال البلد الأول في المتساقطات المائية، لكنه البلد الأول في التخلف من الإستفادة من هذه الكميات".