شخصيات مجتمعية وعائلات ومؤسسات تجارية ومنظمات، كلهم درجوا وفي شكل سنوي على تنظيم إفطارات جماعية تتنوع أهدافها بين الرغبة في التواصل واستغلال رمضان في التسويق، مع رسم صورة ذهنية. وتحولت الإفطارات الجماعية التي تحرص مختلف الجهات على تنفيذها خلال شهر رمضان من سنة حسنة تهدف إلى إفطار الصائمين من المحتاجين أو ممن تقطعت بهم السبل، إلى مناسبة رمضانية تتنوع أهدافها بين الرغبة في التواصل واستغلال رمضان في التسويق وإقامة العلاقات. وتخصص الكثير من المؤسسات والشركات جزءاً من موازنتها من أجل تنفيذ حفلات إفطار لشركائها وعملائها وضيوفها، تأكيداً على وجودها الإعلامي خلال الشهر الكريم، وتحقيقاً لمآرب أخرى كثيرة. وفي دعوة لإفطار جماعي حضرتها «الحياة»، امتلأت قاعة أحد الفنادق الشهيرة بجدة بضيوف من مختلف الشرائح من مسؤولين ورجال أعمال وأكاديميين وإعلاميين وشخصيات عامة، الذين كانوا ضيوفاً على حفلة الإفطار السنوية التي تحرص الشركة الداعية على تنظيمه سنوياً منذ 10 أعوام، وهي عمر وجودها بالسوق السعودية، فيما يقول أحد موظفي التسويق بالشركة (تحتفظ «الحياة» باسمه) «إن حفلة الإفطار لا تتاح إلا في رمضان، لذا نحرص على تنظيمها لتكون بمثابة الجسر الذي يوطد العلاقات الإنسانية وعلاقات العمل بين الشركة والمجتمع المحلي». وأضاف: «بهذه الطريقة تكون الشركة كمن تلقي بيانها السنوي ورسالتها إلى السوق وتحالفاتها الجديدة». وكما تتنافس الشركات في حفلات الإفطارات، تتنافس أيضاً، الفنادق والمطاعم الكبيرة في تقديم أفضل العروض والأسعار، ليتحول رمضان من الشهر الأكثر ركوداً في سوق الفندقة والسياحية إلى الأكثر رواجاً عبر تقديم خدمات الإفطار والسحور. وقال مدير التشغيل بأحد الفنادق عبدالله محمود ل «الحياة»: «إن مناسبات الإفطار الجماعي تعوض الفنادق كثيراً عن الركود في حجز الغرف، لذلك نحرص على تقديم أفضل العروض والخدمات بهدف جذب الشركات، إضافة إلى المجموعات العادية». وإذا كان الأمر على مستوى الشركات يحقق أهدافاً تسويقية، فإنه يحقق أهدافاً من نوع آخر للعائلات التجارية التي أصبحت غالبيتها تحرص على تنظيم حفلة إفطار جماعية كنوع من الوجاهة الاجتماعية. وبيّن أحد أبناء العائلات التجارية حسن محمود (مهندس مدني) ل «الحياة» أن العائلة تحرص على تنسيق إفطار جماعي لذويها، ولا يرجى من ذلك التباهي والتفاخر بقدر ما هو اجتماع سنوي للتفاكر ولقاء من لا تتاح الفرصة للقائه طوال العام، خصوصاً إذا كانت العائلة كبيرة. وأفاد بأنه في رمضان تقل ساعات العمل ويكون متاحاً للجميع أن يحضر حفلة الإفطار، وتعد قاعات الفنادق هي الخيار الأفضل وأكثر راحة من البيوت التي لا تحتمل الأعداد الكبيرة من الحاضرين، وبخاصة أن الدعوة تكون موجهة أيضاً للشركاء والأصدقاء والشخصيات العامة.