طرابلس - رويترز - قال نائب وزير العدل الليبي إن بلاده تصر على محاكمة عبدالله السنوسي مدير المخابرات في عهد العقيد الراحل معمر القذافي وإن محاكمها قادرة على إنجاز ذلك في شكل نزيه. وجاء ذلك في الوقت الذي قالت ليبيا ان موريتانيا وعدتها «خيراً» في شأن تسليمه. والسنوسي (62 عاماً) هو الأخير بين كبار مساعدي القذافي الهاربين بعد إطاحة الديكتاتور وقتله في انتفاضة شعبية العام الماضي. وألقي القبض عليه في موريتانيا بعد وصوله جواً ليل الجمعة قادماً من المغرب. وعلى رغم تأييد الشرطة الدولية (الأنتربول) للحكومة الانتقالية الليبية إلا أنها ربما تخوض صراعاً قانونياً مع فرنسا والمحكمة الجنائية الدولية اللتين تسعيان أيضاً إلى تسلّم السنوسي. وتسعى المحكمة الجنائية (مقرها لاهاي) إلى اعتقاله بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ما يتعلق بهجمات قوات الأمن على المحتجين المعارضين للقذافي خلال الانتفاضة التي استمرت ثمانية أشهر. وتسعى فرنسا إلى تسلّم السنوسي لمزاعم في شأن قيامه بدور في حادث تفجير طائرة ركاب فوق النيجر عام 1989 قتل فيه 54 فرنسياً. وقال نائب وزير العدل خليفة فرج عاشور إن مدير المخابرات السابق سيواجه محاكمة نزيهة في بلده. وأضاف ل «رويترز» أن الوضع الأمني جيد والمحاكم تعمل في شكل طيب في كل أنحاء البلاد تقريباً. وتابع إنه حتى إذا حدث إخلال بالأمن وهو قليل جداً فالحكومة قادرة على التصدي له. وتشكك جماعات دولية مدافعة عن حقوق الإنسان في إمكان أن يلقى السنوسي محاكمة نزيهة في ليبيا وتقول إن من الأفضل أن يحال على المحكمة الجنائية الدولية. لكن عاشور قال إن تسليم السنوسي لليبيا ومحاكمته فيها سيشكل دعماً كبيراً للثورة الليبية ومحاكم البلاد. وأرسلت ليبيا أول من أمس وفداً برئاسة نائب رئيس الوزراء مصطفى أبو شاقور إلى نواكشوط لزيادة الضغط على موريتانيا من أجل تسليم السنوسي. وجدد أبو شاقور في بيان نشرته الوكالة الموريتانية للأنباء دعوة بلاده إلى تسليم السنوسي. وجاء ذلك بعدما اجتمع وفد برئاسة أبو شاقور مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في نواكشوط. وقال أبو شاقور: «نحن نقدّر ونكرّم موقف فخامة الرئيس وقد وعد خيراً في هذا الأمر».