يشيع في مأتم رسمي في طرابلس اليوم الرئيس السابق للحكومة اللبنانية أمين الحافظ الذي توفي أمس عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد صراع مع المرض. في حين أعلنت رئاسة الحكومة اللبنانية الحداد الرسمي على «فقيد لبنان»، ودعت الى «تنكيس الأعلام حداداً لمدة ثلاثة أيام» اعتباراً من اليوم الثلثاء، على الدوائر الرسمية والمؤسسات العامة كافة، والى تعديل «البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة الاليمة». ونعى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الحافظ، معرباً عن مشاطرته اسرة الفقيد احزانها والشعب اللبناني اسفه لفقده هذه الشخصية الوطنية. واعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن «لبنان خسر وجهاً وطنياً ورمزاً من رموز الاعتدال عبّر عنه الرئيس الراحل في مسيرته السياسية والوطنية، وكانت محط احترام وتقدير عند جميع اللبنانيين». وعبَّر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عن «حزنه وأسفه» لوفاة الحافظ. وقال في تصريح أمس إن لبنان «خسر رجلاً وطنياً وعربياً كبيراً من رجالاته الذين امضوا حياتهم في خدمة وطنهم والقضايا العربية»، مشيراً الى أن الراحل «كان صوتاً مميزاً في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية التي تعرض لها اللبنانيون خلال العقود الماضية وفي الدفاع عن القضية الفلسطينية في ادق وأصعب المراحل التي مرت على لبنان والمنطقة العربية عموماً». ونعى الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي «الأخ والصديق والانسان الحساس، المثقف والاديب والسياسي النظيف الذي كانت له مساهمته ودوره السياسي الكبير في أصعب الظروف التي مر بها لبنان، كما كان الصديق والمخلص لكل من عرفه». كما زار الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي دارة الراحل، وقدم التعازي بوفاته الى نجله رمزي وأفراد العائلة. وكان الراحل شغل منصب رئيس الحكومة من 25 نيسان (ابريل) 1973 الى الثامن من تموز (يوليو) من العام نفسه في عهد رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجية. كما شغل منصب وزير الإعلام ووزير الصحة في الحكومة نفسها التي لم تمثُل امام المجلس النيابي لنيل الثقة بسبب الازمة السياسية آنذاك. وكان الحافظ كلف تشكيل تلك الحكومة بعدما استقال رئيس الحكومة السابق صائب سلام احتجاجاً على عدم اقالة قائد الجيش اللبناني آنذاك اسكندر غانم إثر عملية الكوماندوس التي نفذها الاسرائيليون في فردان في غرب بيروت وقتلوا فيها ثلاثة قياديين من «منظمة التحرير الفلسطينية». كما مثل الحافظ طرابلس في مجلس النواب خلال 36 عاماً من عام 1960 حتى 1996. وترأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب خلال اكثر من 30 عاماً مثل خلالها لبنان في مؤتمرات ومنتديات شتى وكان حاضراً في الاممالمتحدة عند اقرار القرار الدولي 425 الداعي الى انسحاب اسرائيل من لبنان. حائز دكتوراه في الاقتصاد من جامعة لوزان - سويسرا، والديبلوم في القانون الدولي من لاهاي. وكان رئيس الجمهورية قلده وسام الارز اللبناني. متأهل من الاديبة الراحلة ليلى عسيران ولهما ولد اسمه رمزي.