تسبب إضراب موظفي الجمارك الكويتيين في منفذي النويصيب والصليبية، في «شلل شبه تام» ضرب المنفذين السعوديين الرقعي والخفجي، وتوقفت حركة عبور سيارات المسافرين والشاحنات المحملة بالبضائع، لليوم الخامس على التوالي، فيما تكدست مئات السيارات السعودية والخليجية على جانبي المنفذين الوحيدين بين البلدين. ويأتي الإضراب رغبة من الموظفين في «الضغط» على رئيس الوزراء الكويتي، لتنفيذ مطالبهم بإقرار الكادر المالي المُستحق لهم، بحسب زعمهم. وأصدر المضربون بياناً، أشاروا فيه إلى أن إضرابهم «لنيل حقوقنا المشروعة التي أقرّتها كل المواثيق والأعراف والتشريعات القانونية والدولية، وأن الحكومة تتحمل العواقب، بعد أن تعاملت معنا بمماطلة وتسويف، متجاهلة مطالب الموظفين والعاملين في الجمارك الذين لم يجدوا سوى التعسف والظلم وخيبة الأمل». بيد أن هذه «الحقوق المشروعة» لم تعنِ آلاف السعوديين والكويتيين وآخرين يأتون إلى المنفذين يومياً، على أمل أن يُسمح لهم بالعبور إلى الطرف الآخر من الحدود. وقال منصور الظفيري، ل «الحياة» في اتصال هاتفي، فيما كان برفقة أسرته عصر أمس، في منفذ الصليبية: «نحن في طريقنا إلى مكةالمكرمة، لأداء العمرة. ولم يسمح لنا بالعبور». فيما أكد مسافرون آخرون، على الجانبين، أنهم مرتبطون بمواعيد «رسمية وعائلية» على الطرف الآخر من الحدود، بينها حضور مناسبات زفاف لأقارب وأصدقاء، إذ توجد علاقة قرابة ومصاهرة بين عدد كبير من العوائل والقبائل في الكويت والمنطقة الشرقية، وبخاصة محافظات الخفجي، والنعيرية، وقرية العليا وحفر الباطن، فضلاً عن طلاب كويتيين يدرسون في مدارس سعودية. فيما أبدى سائقو شاحنات خشيتهم من تأثر بضائعهم، بسبب المدة الطويلة التي سيقضونها في المنفذ، والتي لا يعلمون متى ستنتهي، كي يقرروا العودة أدراجهم أو البقاء في المنافذ. وطالب مدير الإدارة العامة للجمارك في الكويت إبراهيم الغانم، بتعديل مدة الإضراب، «حتى لا تعطل مصالح المواطنين، وتسبب نقصاً في حاجاتهم من المواد الغذائية والدواء، بحيث يصبح الإضراب نصف يوم بدلاً من يوم كامل»، مؤكداً أن الموظفين المضربين «استثنوا المواد الطبية والحالات الإنسانية للعبور». وتمنى «وقف الإضراب للحفاظ على مصالح البلاد والعباد، وعدم تعطيلها». بدوره، قال رئيس نقابة العاملين في الإدارة العامة للجمارك أحمد العنزي، وهو أحد الداعين للإضراب: «نسمح بمرور الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية الطازجة والخضراوات والفواكه والمواشي بأنواعها، والأسماك، وجميع أنواع الطيور وحليب الأطفال». وأشار إلى قيام المضربين بتفتيش «أكثر من مئة براد خضراوات وفواكه، تكفي الكويت لمدة أسبوع، وكذلك أنهينا إجراءات باخرة محملة ب60 ألف رأس من الأغنام».