شدّد محافظ «المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة» عبد الرحمن آل إبراهيم على أن خطط شركة «أرامكو» الرامية إلى تقليل الاستهلاك المحلي من النفط ومشتقاته والغاز لن تؤثر في حاجات المؤسسة منها، مبيناً أن الموضوع لا يزال يبحث، مضيفاً أن السعودية ستنفق خلال السنوات ال20 المقبلة نحو 300 بليون ريال (80 بليون دولار) على مشاريع المياه، وسترفع الطاقة الإنتاجية عام 2014 إلى 5.7 مليون متر مكعب من المياه يومياً. وأوضح خلال «الملتقى الثاني لتوطين الصناعة»، الذي انطلقت فعالياته أمس في الدمام، أن المؤسسة تدرس مع «أرامكو» مسألة الطاقة لتطوير تقنيات جديدة وتبنيها، تزيد كفاءة الوقود، مضيفاً «كل المشاريع المقبلة للمؤسسة ومشاريع الإعمار تراعي مسألة الطاقة واستهلاك الوقود». وقال «التقنيات التي تستخدم في المشاريع في مجال الطاقة تراعي المصلحة الوطنية والحفاظ على النفط كثروة وطنية»، نافياً أن تكون على المؤسسة ديون تطالب بها «أرامكو»، موضحاً أن الوقود الذي تعتمد عليه محطات المؤسسة يكون وفق الوقود المتوافر في المنطقة، وأن محطات المؤسسة على الساحل الشرقي للسعودية تعتمد على الغاز الطبيعي، فيما تعتمد مثيلاتها على الساحل الغربي على الوقود الخام والوقود الثقيل. سياسة الترشيد ولفت آل إبراهيم إلى أن مسألة الوقود قضية تدرس على المستوى الوطني، بمشاركة «المؤسسة العامة للتحلية»، وقال «المؤسسة معنية برفع كفاءة الوقود، إذ أشارت دراسة أجرتها على محطة ينبع - 3 التي ستلزّم في الفترة المقبلة إلى أنها ستوفر قرابة ثمانية بلايين ريال (2.13 بليون دولار) خلال العمر الافتراضي للمحطة». ولفت إلى أن السعودية في حاجة إلى اتباع سياسة ترشيد ناجعة بموازاة بناء محطات جديدة، إذ يبلغ حجم استهلال الفرد السعودي نحو 250 لتراً يومياً. وبيّن أن «المؤسسة العامة لتحلية المياه تنتج ثلاثة ملايين متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، وسيقفز إنتاجها بحلول عام 2014 إلى نحو 5.7 مليون»، مؤكداً أن المؤسسة ستتضاعف مخصصاتها المالية إلى أربعة أضعاف موازنتها للعام الحالي خلال السنوات ال 20 المقبلة، والتي تقدر بنحو 15.5 بليون ريال، وذلك لتنفيذ مزيد من مشاريع المياه. وذكر أن المؤسسة تأخذ في الاعتبار المشاريع الجديدة ومشاريع استبدال المحطات التي ستحتاجها على مدى السنوات ال20 المقبلة، مضيفاً أن لديها دراسة وافية عن الأعطال التي تواجه المحطات، ومنها درس عن «محطة الشعيبة» التي تعرضت لفترات توقف زادت على 50 مرة خلال الأعوام الماضية، لذلك اتخذت المؤسسة قراراً بإصلاح شامل للمحطة. ولفت إلى قرب ترسية مشروع «ينبع - 3»، الذي ينتج نحو 550 ألف متر مكعب من المياه يومياً، و2600 ميغاواط من الكهرباء، واصفاً محطة تحلية رأس الخير بالوسام الذهبي للمؤسسة، إذ تعد أضخم محطة تحلية مياه في العالم، وتنتج 1.025 مليون متر مكعب من المياه يومياً، ونحو 2500 ميغاواط كهرباء، وستبدأ المحطة التشغيل التجاري في منتصف العام المقبل. وتابع: على ضوء الدراسة تم تنفيذ برنامج الإعمار، الذي صرفت فيه المؤسسة ثلاثة بلايين ريال، انتجت كميات أكبر من المياه بعد تطوير هذه المحطات وتجديدها». تخصيص المؤسسة في سياق متصل، أوضح آل إبراهيم، أن لا تواريخ محددة لتخصيص المؤسسة، لكن لديها المبادئ العامة والاستراتيجية التي يجب إنجازها، في حين يحدد المجلس الاقتصادي الأعلى وقت التخصيص وقال «طلبات المجلس الاقتصادي الأعلى تنصب على مزيد من الإنتاج والترشيد ونقل التقنية إلى السوق السعودية». وأشار إلى أن تخصيص المؤسسة مهم لاستمرارها في توفير المياه، ومن المهم العمل على أسس تجارية لتتمكن من إحلال محطات مكان المحطات الحالية، والبدء في بناء محطات مستقبلية. وذكر أن المؤسسة تعمل وفق المعايير التجارية التي يطالب بها «المجلس الاقتصادي الأعلى» لتكون هناك مرونة، ولا بد من ربطها بالتطوير والإنتاجية، حتى تتحقق كفاءة العمل وإنتاجية أكبر من السابق.