حمّل أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل الخطباء والأئمة المسؤولية في إيضاح المعاني السامية للدين الإسلامي، وأنه دين بناء وتنمية وحضارة صالحة لكل زمان ومكان، مؤكداً أنهم يملكون مميزات لا يملكها غيرهم، وهو المنبر الذي ينصت له كل المسلمين أسبوعياً كل يوم جمعة من دون مقاطعة ولا اعتراض. واعتبر أمير منطقة مكةالمكرمة في افتتاح ورشة عمل «المسجد وخطبة الجمعة .. المسؤولية والمشاركة في بناء الانسان» بالعاصمة المقدسة أمس، الأئمة والخطباء شركاء مشروع (شركاء في التنمية) الذي أطلقه أخيراً، مؤكداً الوصول إلى العالم الأول بكتاب الله وسنة نبيه «ونفتخر بتشريف الله لنا بأن نكون بجوار بيت الله الحرام وأن نحمل على عاتقنا خدمة الإسلام والمسلمين». وقال الأمير خالد الفيصل إن المملكة أسست على النظام الإسلامي «هذا النظام الذي واجه في هذه الآونة حملة شرسة تريد تأكيد عدم صلاحية الدين للدولة، ووجوب فصل الدين عن الدولة، ولعلكم تلاحظون أن الهجمة على السعودية ونظامها وحكومتها وشعبها وقيمها وعلى عاداتها وتقاليدها، هي هجمة لأنها تمثل البلد الوحيد الذي يطبق شرع الله على عباده». ورأى أمير منطقة مكةالمكرمة أنه «توجد حملة كبيرة تهدف إلى إقناع الجميع بأنه لا مجال للتقدم والرقي إلا بفصل الدين عن الدولة، وتطبيق نظام الدولة العلمانية اللادينية، موضحاً أن هذا الموضوع قصة طويلة لم تبدأ اليوم أو في هذا العصر واسمحوا لي أن استعيد التاريخ في بضع دقائق؛ لقد بدأت الحملة الشرسة في العصور الوسطى للأمة الأوروبية عندما كانت العولمة إسلامية». وأضاف «في ذلك الوقت كانت أوروبا تشكو من النظام الكنسي الذي كان يوزع الأراضي على الملوك والأمراء والنبلاء ليملكوها ويحكموها بمن فيها ومن عليها، فثار الناس على ذلك الاستبداد وعلى ذلك الظلم وعلى تلك العبودية، وكان لهم الحق في ذلك حتى فصلوا الدين عن الدولة، وابتدأت الثورات في ما بعد إلى أن وصلت إلى الثورات الصناعية في أوروبا التي أسست أولاً دولاً علمانية لا دينية وثانياً دولاً قوية عسكرية، ابتدأت باحتلال الجزء الكبير من إفريقيا وآسيا واستعمرتها». وتابع الأمير خالد الفيصل سرده التاريخي، بالقول «كانت تلك الدول المستعمرة للأسف من المجتمعات والشعوب الإسلامية؛ فابتدأ من ذلك الوقت الهجوم على الإسلام، ومحاولة تغيير هذا الدين وهذه العقيدة وهذا الانتماء الإسلامي لهذا الدين، ثم ثارت الشعوب الإسلامية وغيرها من الشعوب على الاستعمار وانسحبت الدول الأوروبية عسكرياً، ولكنها بقيت اقتصادياً وثقافياً وإعلامياً، وتهيأت لها ثورة المواصلات والاتصال، وبعد ذلك في هذا الوقت الثورة التقنية التي سهلت الهيمنة الاقتصادية والثقافية والعلمية على هذه الشعوب من قبل الشعوب والدول الغربية التي لا تزال تحاول باستمرار مع سهولة الاتصال والمواصلات التي تفتحت بها كل الأبواب والنوافذ لدخول هذه الثقافة إلى المجتمعات الإسلامية». وقال أمير منطقة مكة إن هذه الحملة أصبحت لا تدخل الدول فقط وإنما البيوت «حتى إن بعض أبناء جلدتنا من المسلمين ومن العرب من اعتنق هذه المبادئ اللادينية بفصل الدين عن الدولة»، مضيفاً «وفي ما يسمى بالربيع العربي الذي فاجأ العالم بنجاح الأحزاب الإسلامية في الدول العربية، ابتدأ الضغط على تلك الأحزاب والشعوب بقبول فصل الدين عن الدولة في الدستور العربي الإسلامي، بل وأصبح من شروط القبول والتعاون والإعانة الدولية».