تساءل مندوب السعودية لدى الأممالمتحدة عبدالله المعلمي خلال إلقاء كلمة المملكة في جلسة الأممالمتحدة في نيويورك قائلاً: «متى يا مجلس الأمن ستتدخلون لوقف ما يجري في غزة؟»، منتقداً العدوان الإسرائيلي على غزة ومطالباً بالتدخل الدولي السريع لإنقاذ الشعب الفلسطيني. وشدد المعلمي على «ضرورة عدم انخداع العالم بحديث إسرائيل بتبرير عدوانها ضد غزة على أنها تدافع عن نفسها»، وقال: «إن إسرائيل هي التي نقضت الاتفاقات وآخرها الإفراج عن الأسرى»، داعياً إلى ضرورة إنهاء الاحتلال الصهيوني ورفع الحصار عن غزة. مؤكداً أن إسرائيل تدنس المقدسات وتحاصر الفلسطينيين. إلى ذلك، دعت السعودية إلى تحرك فاعل على الساحة السياسية الدولية من أجل عقد اجتماع للأطراف السامية الموقعة على اتفاق جنيف الرابعة، وذلك لاتخاذ خطوات تضمن تطبيق الاتفاق على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية. وقال نائب مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبدالوهاب شيخ، في كلمة المملكة أمام الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان بشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة المنعقدة في جنيف أمس (الأربعاء) - بحسب وكالة الأنباء السعودية -: إن مجلس حقوق الإنسان يجتمع وكل لحظة تمر علينا تشهد سقوط ضحية فلسطينية بريئة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، نجتمع وعيون العالم والشعوب المحبة للسلام تنتظر منا قراراً شجاعاً يعيد للإنسانية كرامتها التي فقدتها على يد الدولة المارقة إسرائيل، نجتمع بعد أن فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار لإنقاذ هذا الشعب الفلسطيني في غزه المحاصرة من براثن هذا الهجوم الشامل والاعتداءات الهمجية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي والاعتقالات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، زاعمة أنها تستهدف بؤر الإرهاب الفلسطيني في عنجهية لا متناهية وتجاهل إجرامي صارخ للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية لحقوق الإنسان». وأضاف: «إن المملكة وإذ تقدّر الجهود التي تبذلها المفوضية السامية لحماية حقوق الإنسان، ولكننا نعتقد أن الانتهاكات الواضحة غير المسبوقة في التاريخ الذي يقوم به الاحتلال إسرائيلي، وخصوصاً لحقوق الأطفال والنساء والشيوخ، والحق في الحياة والحق في الإيواء للمشردين من منازلهم والحق في العيش في بلدهم في أمان يستحق وقفة مهمة وشجاعة من المفوضية السامية ودول العالم لأخذ كل التدابير لإنهاء هذا العدوان وتحقيق العدالة والأمن للشعب الفلسطيني، وتطبيق اتفاقات جنيف الرابعة». ...تأييد ودعم المبادرة المصرية أكد نائب مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة أن السعودية تقف بكل قوة إلى جانب الوفاق الوطني الفلسطيني، وترحب بالمبادرة المصرية التي تم دعمها من جامعه الدول العربية التي تهدف إلى تأمين وقف إطلاق النار الشامل، وتدعو المجلس لاتخاذ كل التدابير الممكنة السريعة لرفع معاناة الشعب الفلسطيني ووقف القتال الدموي فوراً وتوفير الأمن والحماية الدولية على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية وتقديم قادة الحرب الإسرائيلية إلى العدالة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل وإيفاد لجنة تحقيق دولية لتقصى الحقائق في الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال إن المملكة تدين وتستنكر بأشد العبارات الحملة العسكرية الهمجية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت مئات المواقع في قطاع غزة المُحاصر والمجزرة البشعة في حي الشجاعية والهجوم البري، إذ أدى ذلك إلى استشهاد أكثر من 600 فلسطيني، وجرح أكثر من 4 آلاف من المدنيين بينهم الكثير من الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى ارتفاع وتيرة التدمير والهدم العشوائي للمنازل الذي أدى إلى تشريد أكثر من 100 ألف فلسطيني، وانتهاك حرمات الأماكن المقدسة وحرق أبناء شعب تحت الاحتلال، وهم أحياء في جرائم لم يشهدها التاريخ المعاصر، وذلك فقط لمطالبهم بنيل حقوقهم الأساسية التي حرموا منها، وفي طليعتها حقهم في الحياة وحقهم بالعيش بحرية من دون احتلال أو حصار أو هدر للدماء. وأوضح: «إن هذه الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية الممنهجة والمتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي جرائم حرب وخرق فاضح للقانون الدولي لحقوق الإنسان ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وتعدّ تهديداً خطراً على أمن واستقرار الأراضي الفلسطينية والمنطقة برمتها، ونرى إنه لعار على القوى الدولية وعلى المجتمع الدولي التخاذل في حماية الشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي الغاشم». وأشار إلى أن أي تهاون وتخاذل في اتخاذ إجراءات رادعة إزاء هذه الانتهاكات الجسيمة وغير المسبوقة لحقوق الإنسان من إسرائيل، سيكون له آثار سلبية ضخمة على المجتمع الدولي بأكمله الذي سمح باستمرار هذه المعاناة عبر كل العقود الماضية التي تستمر عبر الفصل الدموي الجديد الذي نشهده هذه الأيام.