دعت المملكة العربية السعودية إلى تحرك فاعل على الساحة السياسية الدولية من أجل عقد اجتماع للأطراف السامية الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة؛ وذلك لاتخاذ خطوات تضمن تطبيق الاتفاقية على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية. وقال نائب مندوب المملكة الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عبد الوهاب شيخ في كلمة المملكة أمام الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان بشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة المنعقدة في جنيف اليوم: "مجلس حقوق الإنسان يجتمع اليوم، وكل لحظة تمر علينا تشهد سقوط ضحية فلسطينية بريئة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، نجتمع اليوم وعيون العالم والشعوب المحبة للسلام تنتظر منا قراراً شجاعاً يعيد للإنسانية كرامتها التي فقدتها على يد الدولة المارقة إسرائيل".
وأضاف: "نجتمع اليوم بعد أن فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار لإنقاذ هذا الشعب الفلسطيني في غزه المحاصرة من براثن هذا الهجوم الشامل والاعتداءات الهمجية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي والاعتقالات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، زاعمة أنها تستهدف بؤر الإرهاب الفلسطيني في عنجهية لا متناهية وتجاهل إجرامي صارخ للقانون الدولي الإنساني والقوانين الدولية لحقوق الإنسان".
وأردف "شيخ": "المملكة وإذ تقدر الجهود التي تبذلها المفوضية السامية لحماية حقوق الإنسان، ولكننا نعتقد أن الانتهاكات الواضحة غير المسبوقة في التاريخ الذي يقوم به الاحتلال إسرائيلي وبالأخص لحقوق الأطفال والنساء والشيوخ، والحق في الحياة والحق في الإيواء للمشردين من منازلهم والحق في العيش في بلدهم في أمان يستحق وقفة مهمة وشجاعة من المفوضية السامية ودول العالم لأخذ كل التدابير لإنهاء هذا العدوان وتحقيق العدالة والأمن للشعب الفلسطيني، وتطبيق اتفاقيات جنيف الرابعة".
وتابع: "المملكة تدين وتستنكر بأشد العبارات الحملة العسكرية الهمجية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي واستهدفت مئات المواقع في قطاع غزة المحاصر والمجزرة البشعة في حي الشجاعية والهجوم البري، حيث أدى ذلك إلى استشهاد أكثر من 600 فلسطيني، وجرح أكثر من أربعة آلاف من المدنيين بينهم الكثير من الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى ارتفاع وتيرة التدمير والهدم العشوائي للمنازل الذي أدى إلى تشريد أكثر من مائة ألف فلسطيني وانتهاك حرمات الأماكن المقدسة وحرق أبناء شعب تحت الاحتلال وهم أحياء في جرائم لم يشهدها التاريخ المعاصر وذلك فقط لمطالبهم بنيل حقوقهم الأساسية التي حرموا منها وفي طليعتها حقهم في الحياة وحقهم بالعيش بحرية دون احتلال أو حصار أو هدر للدماء".
وقال "شيخ": "هذه الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية الممنهجة والمتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي جرائم حرب وخرق فاضح للقانون الدولي لحقوق الإنسان ولقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وتعد تهديداً خطيراً على أمن واستقرار الأراضي الفلسطينية والمنطقة برمتها، ونرى إنه لعار على القوى الدولية وعلى المجتمع الدولي التخاذل في حماية الشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي الغاشم".
وأضاف: "أي تهاون وتخاذل في اتخاذ إجراءات رادعة إزاء هذه الانتهاكات الجسيمة وغير المسبوقة لحقوق الإنسان على يد إسرائيل، ستكون له آثار سلبية ضخمة على المجتمع الدولي بأكمله الذي سمح باستمرار هذه المعاناة عبر كل العقود الماضية التي تستمر عبر الفصل الدموي الجديد الذي نشهده هذه الأيام".
وأردف السفير عبد الوهاب شيخ: "وفد المملكة في المجلس يقف بكل قوة إلى جانب الوفاق الوطني الفلسطيني ويرحب بالمبادرة المصرية التي تم دعمها من قبل جامعه الدول العربية التي تهدف إلى تأمين وقف إطلاق النار الشامل، ويدعو المجلس لاتخاذ كل التدابير الممكنة السريعة لرفع معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق ووقف القتال الدموي فوراً وتوفير الأمن والحماية الدولية على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية وتقديم قادة الحرب الإسرائيلية إلى العدالة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل وإيفاد لجنة تحقيق دولية لتقصى الحقائق في الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة".