تلاشت فرص انفراج الأزمة في العاصمة الليبية، بعدما تحول محيط مطار طرابلس امس، ساحة لمعركة مفتوحة بين مقاتلي الزنتان الذين سيطروا عليه منذ سقوط نظام معمر القذافي (2011)، والفصائل الإسلامية الساعية الى طردهم من مواقعهم في العاصمة وأولها المطار. أتى ذلك بعد فشل اجتماع أخير عقد بين ممثلي الزنتان (غرب) ومصراتة (وسط) التي تشكل عماد القوات المناهضة لهم، في التوصل الى تفاهم. وعلمت «الحياة» ان الاجتماع تخلله سجال عنيف وانفض بعد تبادل الجانبين التهديدات. أتى ذلك بعد دخول اللواء المتقاعد خليفة حفتر على خط الأزمة مباشرة، مبدياً تأييده لحلفائه في طرابلس، لكن اقتصار كلام حفتر في خطاب تلفزيوني على «الدعم المعنوي»، عكس عجزه عن توسيع «عملية الكرامة» التي يشنها في بنغازي لتشمل العاصمة الليبية. وكانت معلومات تسربت عن عزم حفتر نقل عمليات «الجيش الوطني» الذي يقوده الى طرابلس في ال 20 من شهر رمضان الجاري، ما اعطى الفصائل الإسلامية ذريعة لشن هجوم بهدف السيطرة على المطار. غير ان عمليات حفتر راوحت مكانها على تخوم بنغازي، واكتفى اللواء المتقاعد بالقول في خطابه، ان «أذناب الإرهاب يعيثون في طرابلس قتلاً وتنكيلاً وقصفاً وتدميراً لمطارها وترويعاً لأهلها، لإجهاض العملية الانتخابية والسياسية والسيطرة على البلاد». واضاف: «لكن جنود الكرامة يتصدون لهم في طرابلس وعلى كل الجبهات»، ما اعتبر تبنياً لمقاتلي الزنتان والمتحالفين معهم. وانفجرت المعركة في محيط مطار طرابلس امس، على رغم محاولات حثيثة في الساعات ال 48 الأخيرة للتوصل الى تدابير للحل تقضي بتشكيل قوة من مختلف المناطق بقيادة «المجلس العسكري في (منطقة) جادو» لتسلم المطار، وسحب مقاتلي الطرفين الى خارج العاصمة. ومنذ ليل السبت وحتى نهار امس الأحد، شهد محيط المطار، تراشقاً قوياً بالصواريخ خصوصاً في منطقة قصر بن غشير القريبة، كما دارت حرب شوارع في منطقة حي الأكواخ وبو سليم وأمام وزارة الداخلية، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى على الأقل وعدد من الجرحى في صفوف السكان المدنيين، اضافة الى أضرار في المنازل والممتلكات. ولزم مقاتلو مصراتة الصمت، وقال أحمد هدية الناطق باسم «درع الوسطى» ل «الحياة» إن «تعليمات صدرت بوقف الإدلاء بتصريحات ومعلومات للصحافة»، فيما أفادت تقارير بأنّ «أضراراً كبيرة لحقت بالمنازل وأحرق عشرة منها على الأقل بالكامل، من جرّاء القصف المُكثَّف» على احياء سكنية. وأبلغ «الحياة» شاهد في المطار ان «طائرة صغيرة من طراز سي آر جاي تابعة للخطوط الليبية تستخدم في رحلات داخلية لمسؤولين، اندلعت فيها النار عندما اصابتها قذيفة». وقدرت مصادر مطلعة حجم الخسائر التي لحقت بالمطار خلال اسبوع من الهجوم، بنحو بليوني دولار.