أكد مسؤول عسكري مصري تحديد هوية منفذي الهجوم على نقطة لحرس الحدود قرب واحة الفرافرة (جنوب غربي البلاد) الذي أودى بحياة 22 عسكرياً مصرياً، موضحاً أن المهاجمين لم يكن بينهم مقاتلون أجانب، نافياً «وجود أي أذرع عسكرية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش في مصر». وقال ل «الحياة» إن «أجهزة التحقيق من القوات المسلحة والأمن الوطني حددت أسماء منفذي الهجوم، وخلال أيام ستُعلن أخبار طيبة». وشدد مسؤول أمني على أن «لا وجود لمقاتلين أجانب في مصر يتبعون داعش، لكن مسألة إقدام مجموعات مسلحة على مبايعتها بعد إعلان ما يُسمى الخلافة أمر دارج في إطار تلك الجماعات تحكمه مسائل التمويل والولاءات، وعادة ما يلقى خلافات داخل المجموعة الواحدة ويسبب انشقاقات». وتشن قوات الجيش حملة تمشيط واسعة في الصحراء الغربية، خصوصاً على تخوم موقع الاعتداء. ورجح المصدر الأمني أن يكون الجناة فروا في اتجاه الجنوب. وكان الجيش أكد أن الهجوم نُفذ من خلال «مجموعة إرهابية»، قال إنها تتكون من 20 شخصاً استقلوا 4 سيارات رباعية الدفع إحداها حملت «براميل فيها مواد شديدة الانفجار». وتبنت جماعة تُدعى «الدولة الإسلامية في العراق والشام ومصر» المسؤولية عن الاعتداء في بيان نُشر على حساب لمنسوب إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» التي تنشط في شبه جزيرة سيناء. وكانت الجماعة أعلنت قبل أيام عبر هذا الحساب الذي لم يتسن التأكد من صحته إلغاء مسمى «أنصار بيت المقدس» ومبايعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش». غير أن البيان لم تتداوله المواقع الجهادية وبدت صياغته ركيكة حافلة بالأخطاء اللغوية والمفردات غير الشائعة في بيانات الجهاديين. وقال المسؤول العسكري ل «الحياة» إن البيان «يأتي في إطار محاولة للإيحاء بوجود داعش في مصر على غير الحقيقة»، مشدداً على أن «القوات المسلحة وكل أجهزتها على يقظة تامة بما يجرى حولها». وأضاف أن «أجهزة التحقيق تمكنت بالفعل من تحديد هوية مرتكبي الحادث الارهابي، ولا أجانب بينهم... نجري عمليات بحث وتمشيط واسعة في الوقت الحالي في محيط الفرافرة وعموم الصحراء الجنوبية الغربية. هناك عمليات أمنية في المنطقة لتطهيرها تماماً مثلما يجرى في شمال سيناء الآن بهدف القضاء على كل البؤر الإرهابية ووقف تهريب السلاح خصوصاً على جانبي الحدود المصرية - الليبية». وتوقع أن يكون الهدف من العملية «تخفيف الضغط على ساحة سيناء... منفذو الهجوم على الأرجح يخشون الانتقال من مخابئهم بسبب العمليات الأمنية في المنطقة». من جهة أخرى، أعلن الناطق العسكري العميد محمد سمير مقتل اثنين من «الإرهابيين» خلال عملية أمنية شهدت تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش والشرطة ومسلحين في العريش، لافتاً إلى توقيف 15 «مشتبهاً بهم» آخرين. وأفاد بأنه «تم خلال هذه الحملات تدمير 18 منزلاً و4 دراجات بخارية و3 سيارات نقل و4 مزارع خاصة بالعناصر الإرهابية في رفح والشيخ زويد»، مؤكداً: «عزم القوات المسلحة على استئصال الإرهاب من ربوع البلاد». وأعلنت مديرية أمن شمال سيناء أن قوات الأمن فيها بالتنسيق مع عناصر الأمن الوطني، تمكنت من ضبط رجل قالت إنه ينتمي إلى جماعة «أنصار بيت المقدس».