طهران، تل أبيب، بكين – أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبرت إسرائيل أن قطع شبكة «سويفت» للتحويلات المصرفية في العالم، علاقاتها بمصارف ايرانية خاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي، بسبب البرنامج النووي لطهران، استهدف «كبحها» عن شنّ هجوم، مؤكدة أن القرار يشكّل «ضربة قاتلة للنظام الإيراني». في المقابل، حذر وزيرالخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، من أن اسرائيل تعجز عن مواجهة إيران «حتى لأسبوع واحد، خلال حرب حقيقية». وقال للقناة الثانية في التلفزيون الدنماركي: «أي عمل عسكري ينفذه الكيان الإسرائيلي ضد المنشآت النووية الايرانية، سيواجه رداً ايرانياً ساحقاً، وسيؤدي الى زوال اسرائيل خلال أسبوع». وشدد على أن «قادة الكيان الصهيوني يدركون هذه الحقيقة جيداً». أما وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، فرجّح ألا تكون اسرائيل اتخذت قراراً بضرب ايران، مجدداً اعتقاده بإمكان التوصل الى تسوية سلمية لملفها النووي. وقال لقناة «الحرة»، إن المجتمع الدولي متّحد للمرة الأولى ضد ايران، معتبراً أن العقوبات عليها «تؤثر في اقتصادها ونوعية حياة (سكانها) وقطاع الأعمال فيها، اضافة الى الطاقة». إسرائيل ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي بارز، أن قرار شبكة «سويفت» يشكّل «ضربة قاتلة للنظام الإيراني»، مضيفاً أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو طرح هذه المسألة خلال محادثاته الأسبوع الماضي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر. ونسب الى نتانياهو قوله لأوباما: «نحتاج سريعاً لحظر سويفت». وأعلن نتانياهو «ترحيبه» بقرار «سويفت قطع خدماتها لمؤسسات مالية ولشركات إيرانية»، فيما نقلت «هآرتس» عن مسؤول بارز في الخارجية الإسرائيلية إن قرار «سويفت» والتدابير التي اتخذها الغرب ضد ايران، «ليس عقوبات ضدها، بل لكبح إسرائيل». وقال: «لو لم تثرْ اسرائيل ضجة حول نيتها شنّ هجوم (على ايران)، لما حدث أي شيء من ذلك. الإيرانيون مذعورون، ويخزّنون مواد غذائية، لقلقهم من هجوم وشيك». كما اشاد شيلفان شالوم، نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي، بقرار «سويفت»، معتبراً أن تحرّك حكومته ساهم في اتخاذه. وقال: «العقوبات على ايران كانت ضعيفة جداً خلال فترة طويلة». ويشكّل قطع خدمة «سويفت» عن مصارف ايرانية، ضربة شديدة لطهران، اذ يعزلها عن النظام المالي العالمي، كما يضرّ بتجار ايرانيين، ذلك أن هذه الشبكة تتعامل يومياً مع تحويلات مالية تُقدّر بأكثر من 6 تريليونات دولار. واعتبر مرتضى معصوم زاده، من «اللجنة التنفيذية لمجلس الأعمال الإيراني» في دبي، أن ذلك «خبر مدمر»، قائلاً: «إذا لم يعد في إمكان المصارف الايرانية تبادل المدفوعات مع المصارف في العالم، ستسبّب ذلك انهيار كثير من العلاقات المصرفية وشركات عدة». أما رجل الأعمال الإيراني ناصر شاكر فقال: «هذا يشبه قطع شريان الحياة الذي يربطنا بالخارج». ليبرمان في بكين، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أنه أبلغ شي جينبيغ، نائب الرئيس الصيني، ونظيره الصيني يانغ جيشي، ان ايران تشكّل أبرز خطر على السلام في العالم. وقال: «من المهم أن نوضح موقفنا للصين، على أمل أن يتفهموا بواعث قلقنا ومشاكلنا». وأضاف: «نفضّل أن يحسم المجتمع الدولي الملف الايراني، من خلال بعض المفاوضات والعقوبات. لكن إذا لم يحدث ذلك، أعتقد بأن من حقنا حماية أنفسنا. وكما ذكرت نترك كل الخيارات مطروحة على الطاولة». لكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، اعتبر أن أي هجوم اسرائيلي على ايران الآن سيكون «غير مبرر»، داعياً الدولة العبرية الى منح العقوبات والديبلوماسية فرصة. في السياق ذاته، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر حكومية وفي قطاع النفط، أن ديبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي يناقشون إعفاء شركات تأمين من حظر التعامل مع شحنات النفط الإيرانية، بعدما ضغط مستوردون آسيويون للنفط لنيل إعفاءات لضمان الإمدادات. وبدءاً من تموز (يوليو) المقبل، سيُحظّر على شركات التأمين وإعادة التأمين الأوروبية التي توفر التغطية التأمينية لنحو 95 في المئة من ناقلات النفط في العالم، تأمين الناقلات التي تحمل النفط الايراني ومنتجاته، إلى أي مكان في العالم. في غضون ذلك، أعلن قائد القوات البحرية الأميركية الأميرال جوناثان غرينرت، ان قواته سترفع الى ثمان عدد البوارج والمروحيات لمكافحة الالغام في الخليج، لصدّ اي محاولة ايرانية لإغلاق مضيق هرمز.