براغ - أ ف ب - تحوّلت ساحة فنسسلاس في وسط براغ، التي انطلقت منها «الثورة المخملية» ضد النظام الشيوعي عام 1968، إلى ملجأ لمدمني المخدرات وباتت تستقطب المنحرفين وسط مبانيها المترفة. ويقول أليس ترمر من منظمة «سانانيم» غير الحكومية التي توزع الحقن على مدمني المخدرات: «لا مثيل لساحة فنسسلاس كسوق للمخدرات في الجمهورية التشيخية ولا في أوروبا الشرقية كلها». ويضيف: «يمضي متطوعونا هنا أربع ساعات يومياً ويتواصلون كل مرة مع نحو 150 مدمناً بغية تزويدهم حقناً نظيفة». وتعد ساحة فنسسلاس، التي يبرز فيها مبنى المتحف الوطني العملاق وتمثال سان فنسسلاس (935-907) مكانا مهماً بالنسبة إلى التشيخيين، يجتمعون فيه في كل لحظة حاسمة من تاريخهم. ففي هذه الساحة بالذات، دارت المواجهات مع المدرعات السوفياتية عام 1968، وقامت التظاهرات السلمية خلال «الثورة المخملية» التي أسقطت النظام الشيوعي عام 1989. لكن الساحة التي كانت في القرون الوسطى سوقاً للأحصنة أصبحت اليوم مركز المخدرات في البلاد، على رغم أنها محاطة بفنادق تصنف أربع نجوم ومصارف ومتاجر ضخمة ومطاعم فاخرة. ويقول ترمر: «يتنزه مدمنو المخدرات فيها بحرية بين المارة كي يروّجوا للمخدرات ويتعاطوها. وفي الوقت ذاته، يرتكبون عمليات سرقة صغيرة لتأمين المال الضروري لشراء جرعاتهم اليومية. ويغضب ذلك التجار». في تشيخيا التي تضم 10.5 مليون نسمة، يقدر عدد مستخدمي المخدرات المصنعة بنحو 30 ألف شخص يعيش ثلثهم تقريباً في براغ. ويزور متطوعو «سانانيم» الساحة يومياً وهم يرتدون سترات سوداء كتب عليها «برامج ميدانية». وتجر بترا وسفيتلانا (زميلتا ترمر) حاوية صفراء صغيرة مخصصة لجمع الحقن المستعملة وصندوقاً أسود ثقيلاً مليئاً بحقن نظيفة ومعدات صحية ومنشورات حول الوقاية من الإدمان تحمل عناوين مراكز مختلفة للخدمات الطبية والاجتماعية. وما إن يبدأ المتطوعون الثلاثة بالتنزه ببطء على الرصيف حتى يظهر المدمنون من اليمين واليسار ويتهافتون للوقوف أمامهم. ويقول ترمر شارحاً: «لا نسعى إلى تشجيعهم على الخضوع للعلاج. هدفنا هو حماية الناس من أمراض مثل الأيدز والتهاب الكبد من نوع «سي». ويشتكي قائلاً: «قد يكون ذلك مصدر لغط. فالشرطة تتهمنا أحياناً بأننا المسؤولون عن هذه النسبة المرتفعة من المدمنين». أما لودفيك كليما، المسؤول عن الشرطة، فيقول: «من الواضح أنه مكان يستقطب المدمنين والتجار. إنهم هنا لأن «سانانيم» توزع عليهم الحقن». ولأن بلدية براغ تسعى إلى حل هذه المشكلة، أنشأت مجموعة عمل مهمتها إعادة تنظيم ساحة فنسسلاس.