وسام المحبة الشعبية والامتنان العميق هو الوسام المستحق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي كرم قبل ايام الشيخ حمود بن طوعان الشمري، الرجل الذي اهتز لموقفه الكل، رجالاً ونساء، في لفتة عميقة ومؤثرة من ابو متعب - حفظه الله تعالى - والكلمات الصادقة التي تفضل بها الملك عبدالله وصلت لجميع المواطنين، وتركيزه على لحظة العفو التي اقترنت بلحظات الألم والغضب والقهر بسبب فقد ابن واعد في لحظة طيش، هو إشارة لذروة الموقف الإنساني الذي وقفه ابن طوعان. تم تكريم ابن طوعان كما رغب، وتأمل الناس، وتم الاحتفاء به وبموقفه النبيل في مبادرات مبهجة جميلة ومن اعلى مستوى في البلاد. كرمه ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله وأعاده سليماً معافى لشعبه وأحبابه، ثم جاءت ذروة التكريم من قائد البلاد بوسام الملك عبدالعزيز واحتفاء ومحبة، عبّرت القيادة عن مجتمعها وأناسها، عبّرت عن إحساسها بهم، ووجدت في هذا التكريم المتعاقب بمستوياته الرفيعة تكريماً لكل من تأثر واهتز من موقف ابن طوعان، لكل من قدر وتوقف متأملاً عظمة تصرف هذا الرجل وصبره. إنه الرجل الذي قدم حقوق الجيرة على حقه الذي لا يمكن لأحد ان ينازعه فيه. في زمن المال والمادة والتكالب عليهما، رفع لواء القدوة في ذروة اللحظة الصعبة بمبادرته الاستثنائية. طوى الرجل ألمه داخل قلبه مستعيناً بالمولى عز وجل، موقناً بالأجر والمثوبة منه، ولم يتباه ابن طوعان بهذا الموقف او يتفاخر به، لولا أن الإعلام سلط عليه الأضواء. وفي التكريم المتعاقب من قيادات البلاد - وفقها الله تعالى - ترسيخ للخصال الكريمة وتغذية لنهرها الغزير وتشجيع عليها. مثلما احتل ابن طوعان موقعه في مجلس الملك عبدالله بن عبدالعزيز وانصت لحديثه الأبوي الحاني، احتل موقعه أيضاً في قلب كل انسان عرف بمصيبته، خصوصاً المواطنين، فهو يمثل في موقفه إنساناً استثنائياً، أسس لقدوة وسنة حسنة ليست سهلة المنال إلا على من منحه الله تعالى صبراً عظيماً وحكمة نادرة، فالحمد لله تعالى أولاً وأخيراً على هذا. ولد لابن طوعان آباء وأخوة وأبناء جدد، مجتمع احتضنه وقدره وواساه، من الكبير إلى الصغير، وسيعوضه الكريم المنان خيراً كثيراً. www.asuwayed.com