شددت وزيرة الخارجية القبرصية ايراتو كوزاكو ماركوليس «على ان علاقة قبرص مع اسرائيل لن تكون على حساب علاقتها مع لبنان خصوصاً والعالم العربي عموماً»، واكدت خلال جولة على المسؤولين اللبنانيين أمس، «ضروة مضاعفة التعاون بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في سبيل الازدهار والتقدم»، وأكدت التزام بلادها بتقديم المساعدة للبنان. وزارت الوزيرة القبرصية، التي وصلت الى بيروت جواً على رأس وفد رفيع المستوى، رئيس الجمهورية ميشال سليمان وأطلعته على الهدف من زيارتها وهو دفع التعاون الثنائي، خصوصاً في مجالات السياحة والإنقاذ البحري والطاقة، إضافة الى التعجيل في حل المسائل العالقة بالنسبة الى الحدود البحرية لبدء التنقيب عن النفط. وقالت بعد زيارتها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إنها تابعت معه «المحادثات التي أجريناها في قبرص الشهر الماضي وأكدنا معا التزامنا بمتابعة العمل لتعزيز العلاقات اللبنانية-القبرصية، ونعتبر العلاقة مع لبنان مهمة للغاية، خصوصاً أننا سنرأس في مطلع تموز (يوليو) المقبل مجلس الاتحاد الأوروبي، ونأمل من خلال موقعنا في ان نتمكن من مساعدة لبنان في تطوير علاقته مع الاتحاد الأوروبي وسنعمل مع لبنان في هذا الاتجاه». وعن ملف التنقيب عن الغاز والنفط في المياه الاقليمية، قالت: «تابعنا محادثاتنا للتعاون في مجال النفط، وعرضنا اقتراحات حول الموضوع، وأعتقد اننا سنعمل عن قرب مع الحكومة اللبنانية مع الأخذ في الاعتبار التفاوض حول الاتفاقات». والتقت ماركوليس في السراي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقالت إنه تقرر «العمل على مضاعفة التعاون البنّاء بين لبنان وقبرص على مستوى رئيسي الدولتين والحكومتين والوزارات». وعن مساعدة قبرص للبنان في الحؤول دون قيام اسرائيل بأي تعد على موارده النفطية، قالت: «قبرص أظهرت حرصها على المساعدة منذ اليوم الأول، ونحن مستمرون في تقديم المساعدة، وهذا التزام أبديته امام دولة الرئيس في انتظار إيجاد حل لهذه المشكلة في أسرع وقت ممكن، نعتقد أنه من مصلحة لبنان وقبرص واسرائيل حل هذه المشكلة سريعاً، كي نتمكن من الوصول الى استخراج المصادر الطبيعية في إطار العلاقات الاقتصادية المتبادلة». قبرص متجاوبة وأجرت محادثات مع نظيرها اللبناني عدنان منصور، وقالت في مؤتمر صحافي: «اكتشاف الغاز الطبيعي، وربما النفط في هذا الجزء من منطقة الشرق الاوسط، وسَّعَ المجالات والاحتمالات الكثيرة بيننا، ونشعر بقوة بأنه يجب أن نعمل سوية، ومِن قُرب، بغية تحقيق أكبر قدر ممكن من المنفعة لبلدينا، ونأمل في تعزيز التعاون بيننا في مجالات أخرى، مثل السياحة والتجارة والثقافة». وعما إذا جرى التوافق على الصيغة النهائية من اجل تصحيح الخطأ في الاتفاقية الموقعة بين لبنان وقبرص حول حدود المنطقة الاقتصادية، قال منصور: «قبرص متجاوبة معنا في ما يتعلق بأي اتفاق نتوصل اليه، ونعول على الأممالمتحدة من اجل إيجاد الحل بالنسبة الى الخط المختلف عليه مع اسرائيل». وكانت ماركوليس قالت في تصريح في مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي، انها «ستستمع الى آراء المسؤولين اللبنانيين في الموضوع السوري، لأن لبنان وقبرص في قلب المنطقة». وتلتقي ماركوليس اليوم رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية (حزب الله) محمد رعد ومسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي في مكتب الكتلة في ضاحية بيروت الجنوبية.