خطت قطر وفرنسا أول خطوة من نوعها في شأن السعي لتحقيق «النزاهة» الرياضية على المستوى الدولي، ووقع أمس رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي (بمقره في الدوحة) محمد حنزاب اتفاق «شراكة» مع جامعة باريس الأولى (بونتيون سوربون) بمشاركة أستاذ القانون العام في الجامعة ورئيس اللجنة العلمية لمجموعة عمل النزاهة الرياضية بالمركز الدولي للأمن الرياضي لوران فيدا. وشكل هذا الحدث أهم تطور في اليوم الأول لانطلاقة «مؤتمر الأمن الرياضي الدولي الثاني» الذي افتتحه الأمين العام ل«اللجنة العليا لقطر 2022» (كأس العالم) حسن الذوادي، وحضرته رئيسة مجلس امناء هيئة متاحف قطر ونائبة رئيس لجنة ملف الدوحة لاستضافة الالعاب الاولمبية والعاب ذوي الاحتياجات الخاصة 2020 الشيخة المياسة بين حمد بن خليفة آل ثاني، والأمين العام للجنة الأولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، ونحو 400 شخصية تمثل صناع القرار الرياضي في دول عدة وممثلي اتحادات رياضية ورجال أمن ورجال أعمال. وأكد الذوادي الحرص على الاستفادة من تجارب الآخرين واخفاقاتهم في تنظيم بطولة كأس العالم 2022، والسعي إلى تنظيم بطولة ناجحة مؤكداً الحرص على الأمن والسلامة و«سنجعل من الجميع مرحباً بهم في كأس العالم في قطر»، وقال: «إن قطر دولة طموحة لها أهداف كبيرة، وهي قصة ملهمة»، مشدداً على السعي «لجعل كأس العالم مناسبة تتجاوز الأفكار النمطية لتكون جسر تواصل بين الجميع». وقال محمد حنزاب ل«الحياة»: «إن الاتفاق مع الجامعة الفرنسية مهمة جداً»، لافتاً الى أن «النزاهة» باتت تشكل موضوعاً معقداً جداً وضرورية لحماية جمالية الألعاب الرياضية واستمتاع الجماهير بنتائجها، وأن الساحة الرياضية الدولية تشهد عمليات تلاعب بالنتائج واستخدام المنشطات كما ترتكب قضايا تمس نزاهة الرياضة. وقال إن: «المبادرة التي أعلنها المركز الدولي للامن الرياضي بالتعاون مع جامعة «بونتيون سوربون» هي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة والعالم لمعالجة تلك الاشكاليات (الرياضية) من ناحية قانونية، مؤكداً عدم وجود تشريعات أو قانون يعالج التلاعب بنتائج المباريات على مستوى دولي». ورأى أن اختيار فرنسا لهذه الشراكة تم بناء على عراقة جامعة «سوربون» في مجال القانون والعلوم الانسانية، ونحن فخورون بهذه الشراكة، وشدد على أن دور المركز الدولي للامن الرياضي في قطر لا يهدف فقط الى جعل الرياضة آمنة بل نظيفة أيضاً. وأضاف حنزاب في حديثه الى «الحياة» أن «الخطوة المقبلة بعد توقيع الاتفاق مع شريك فرنسي تكمن في عمل مشترك على مدى عام بين الجانبين لوضع قوانين وتشريعات دولية في مجال النزاهة لمنع التلاعب بنتائج المباريات والغش والمنشطات»، ورأى ان هذا الدور يؤكد مجدداً أن قطر فاعلة على المستوى الدولي وتسعى لمعالجة مشكلات حقيقة في الاطار الدولي في مجال النزاهة. و رأى أن الاتفاق سيعزز دور المركز دولياً، وقال إننا سنسعى الى الاتحادات الرياضية لكسب دعمها وتوصياتها لتتبنى قانون النزاهة الذي نسعى اليه، وربما يتم تبنيه في الأممالمتحدة أو في خارجها. وعن أهمية الاتفاق بالنسبة إلى جهود قطر لاستضافة كأس العالم 2022 لفت حنزاب الى أن «قطر لا تعاني من مشكلة التلاعب بالمباريات أو المنشطات، وإن سعيها لتحقيق النزاهة الرياضية يؤكد أنها تعمل لحل مشكلات موجودة في العالم على المستوى الرياضي، وأن «هدفنا ايضاً ان يكون كأس العالم في قطر ليس آمناً فقط بل نظيفاً أيضاً».، مشيراً الى أن جهود مركز الأمن الرياضي وجدت قبولاً خليجياً وأن مشاريع تعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي ستعلن قريباً».