يتواصل إقبال الزوار من الجنسين على معرض الرياض الدولي للكتاب 2012. وقال وكيل وزارة الثقافة للشؤون الثقافية والإعلام الدكتور ناصر الحجيلان إن المعرض شهد توافد أكثر من مليون زائر حتى مساء الأحد، مشيراً إلى أن حجم مبيعات الكتب بلغ نحو 4 ملايين ريال. وحفِل معرض الكتاب بعدد من الإصدارات للتيارات الدينية المصرية بعد الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك العام الماضي. ويرصد كتاب «الحالة السلفية المعاصرة في مصر» للكاتب أحمد زغلول تاريخ نشأة التيار السلفي في مصر، وأنواعه وأهم معتقداته الفكرية، ويرجع المؤلف سبب انتشار مظاهر التدين في المجتمع المصري أخيراً، والتي تتجلى بداية من أسماء المحلات والمطاعم وصولاً إلى الأناشيد الدينية، إلى هجرة آلاف المواطنين إلى دول الخليج عموماً والسعودية خصوصاً، وتأثرهم بالفكر السلفي هناك ونقلهم لهذه الأفكار لأسرهم ووسطهم المحيط بهم. ويشير المؤلف إلى أن مكمن الخطورة ليس في الدين، ولكنه يعود إلى سوء الفهم، ف«الدين قد يكون مصدراً لظهور التعصب نحو بعض الشعوب أو الطوائف، عندما يميل المتدين إلى أخذ الدين قناعاً لكل أنواع الأفعال القاسية التي يرتكبها، وقد يصور هذا القناع تعبيرات جميلة لكنه في قرار نفسه يخفى دوافع آثمة». ويحدد المؤلف خصائص المتدينين الجدد، على النحو التالي: ثقافته سمعية بصفة أساسية، حديثو العهد بالتدين، مندفعين في الدعوة والفتوى، مرجعيتهم السلفية فضائية، لا يعترفون بتعدد الآراء في المسألة الواحدة. كما شهدت فترة ما بعد الثورة حراكاً كبيراً من الإخوان المسلمين الذين أصدروا عدداً من الكتب التي ترصد ما يعتبرونها مظلمات في عهد الرئيس السابق، ومن أشهرها كتاب «الإخوان المسلمين في سجون ومعتقلات مبارك»، للكاتب الصحافي عامر شماخ. ويعتبر أحد مشرفي دور النشر المصرية أن عهد مبارك من أسوأ مراحل الحكم التي مرت بها مصر في القرن الماضي فيما يتعلق بحرية نشر كتب ومؤلفات الإخوان، وأشار إلى حالات كثيرة حصل فيها تعذيب لموزعي هذه الكتب. ولا يتفق مدير التسويق في دار الشروق المصرية محمد خضر مع الرأي بأن مرحلة النشر في عهد مبارك سيئة، وقال ل«الحياة» إن دار الشروق نشرت كتباً لرموز الإخوان مثل سيد قطب وأخيه محمد والشيخ يوسف القرضاوي منذ عهد عبدالناصر مروراً بعهد السادات وحتى في عصر مبارك. وقال إن النظام السابق لم يتدخل في الرقابة على الكتب قبل طباعتها وإن كانت معارضة له، مشيراً إلى كتب علاء الأسواني والتي تنتقد صراحة النظام السابق مثل «لما لا يثور المصريين»، «وإن كانت تلك المؤلفات يتم التضييق على نشرها وتوزيعها». وعن كتب ما بعد الثورة قال خضر إن دار الشروق تنشر الكتب التي تتحدث عن الثورة بموضوعية وبرؤية شاملة، مثل كتاب «عبقرية الثورة المصرية»، والذي يرصد فيه مؤلفه الدكتور محمد المهدي أحوال المصريين قبل ثورة 25 يناير ويحللها، ويركز على العوامل التي أسهمت في قيام الثورة، إضافة إلى مشهد الثورة في ميادين مصر وشوارعها، ويتناول عودة الروح والوعي للشعب المصري، وأخيراً فترة ما بعد سقوط النظام، ويصف المشهد الحضاري للثورة المصرية من حيث سلميتها ورقيها وتحضرها، ويرصد تغير صورة الذات عند المصريين وتنامي الشعور بالانتماء الذي كان قد وصل إلى الحضيض قبل الثورة. ويتفق مالك دار الآفاق العربية للنشر سليم عبدالحي مع رأي خضر بأن المؤلفات المصرية المعارضة لم تمنع في عهد مبارك. وقال إن النظام السابق لا يتدخل في مضمون الكتب، مشيراً إلى أن دو النشر لديها رقابة داخلية تمنعها من نشر الكتب المسيئة للثوابت الدينية والوطنية. وحول تعاطي النظام السابق مع مؤلفات التيارات الدينية، ذكر عبدالحي أن النظام السابق لم يكن مرتاحاً لمؤلفات الإخوان خصوصاً، وعليه فكانت تضيق مصادر التمويل على ناشري كتبهم وموزعيها.