أغلق اصحاب المحلات التجارية في منطقة القبيطة اليمنية التابعة لمحافظة لحج (جنوب) والمعروفة بصناعة الحلوى اليمنية التقليدية، أبوابها، مطالبين بالكشف عن قتلة ثلاثة يمنيين يتحدرون من شمال البلاد، لقوا حتفهم أثناء توجههم إلى منطقة حبيل جبر في كمين نصبه مسلحون ينتمون إلى جماعات «الحراك الجنوبي» الجمعة الماضية. وأكد أصحاب المحلات أنهم لن يستأنفوا أعمالهم إلا بعد القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة. وشهدت العند، المنطقة المشهورة بصناعة الحلويات هي الأخرى، شللاً تاماً، وخلت شوارعها التجارية من المارة، بعدما ضربت الأقفال على أبواب محلاتها وأغلقت أسواقها حتى إشعار آخر. وقال أصحاب المتاجر في المنطقة إن الخطوة تعبير عن تضامنهم مع زملائهم الذين لقوا حتفهم في ظروف لا تزال غامضة، فيما أرجع آخرون الأسباب إلى دوافع سياسية. وكانت مصادر أمنية ذكرت أن عناصر انفصالية أقدمت في ساعة مبكرة الجمعة الماضية على قطع طريق أربعة مواطنين من عائلة واحدة أثناء توجههم إلى منطقة عسكرية وقامت بإطلاق النار عليهم، ما أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة آخر. وأوضح مصدر محلي مسؤول أنه تم التعرف على هوية احد القتلة ويدعى علي سيف وهو من العناصر المطلوبة أمنيا، حيث تعمل الأجهزة الأمنية على ملاحقته لضبطه وتقديمه للعدالة. واتهم وكيل محافظة لحج ياسر اليماني عناصر خارجة على القانون بارتكاب الجريمة. من جهته، عبّر المجلس الأعلى للقاء المشترك عن إدانته واستنكاره الجريمة، واعتبر، في بيان، الحادث «مؤشرا خطيرا وسلوكا شاذا داخل المجتمع اليمني، ونتاجا لثقافة إجرامية خبيثة تثير الفتنة داخل الوطن الواحد، وتهدم النسيج الاجتماعي وتعمّق الجروح، وتسيء إلى القيم والأخلاق اليمنية». يشار إلى أن القبيطة ضمت حسب التقسيم الإداري بعد الوحدة إلى محافظة لحج في حين كانت إحدى المديريات التابعة لمحافظة تعز. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عبّر عن استنكاره للجريمة، وقال في لقاء في صنعاء مع مجاميع من الشباب ينتمون لمناطق ردفان وحبيل جبير إن القتلة يهدفون إلى جر البلاد إلى فتنة داخلية، ووصفهم بأنهم مأزومون وانفصاليون، مؤكداً بأن أبناء مناطق ردفان وحبيل جبير أبرياء من هذه الجرائم البشعة. وأشار علي صالح الى ان «وجود الانفصاليين لا يقتصر على بعض المناطق الجنوبية، بل موجودون ايضاً في صنعاء وفي بعض المحافظات الشمالية بأعمالهم التخريبية ومؤامراتهم التي تستهدف أمن اليمن واستقراره ونشر ثقافة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد».