نخطئ ويخطئ غيرنا إذا ظننا أن الطفولة دائماً وأبداً عنوان لأيام حلوة ولذيذة. هناك طفولة معذبة وتعيسة ومغلوبة على أمرها.. طفولة لا تعرف «الشكولاتة»، ولم تسمع بالهدايا وعلاقتها مع مدن الألعاب الترفيهية ليست على ما يرام، طفولة تتجرد حتى من أبسط حقوقها، فتأخذ البراءة منها إجازة مفتوحة، ويصبح لهوها مجرد رحلة عذاب لا تخلو من المصاعب والمتاعب والمخاطر كلما وجدت إلى ذلك سبيلاً. طفولة لا تعيش تحت تحذيرات طبية، واعتادت على الصراع مع البكتيريا والفيروسات والهواء الملوث، وماذا يمكنه أن يوقف هذه المعركة! لا شيء.. لا شيء.. في ظل غياب أي مظاهر نظافة ووقاية. أقدام صغيرة بلا حذاء.. ملابس ترهلت بالغبار والتراب.. وأسنان تعض على حبال لا يعرف «من أي بقعة» في حارة يمنية نساها الزمن تم الحصول عليها غنيمة من غنائم مشروعة لمثل هذا الطفل... طفل بحسابات شهادات الميلاد فقط! [email protected]