طوكيو – أ ب، رويترز، أ ف ب - أحيت اليابان امس، الذكرى السنوية الأولى لزلزال مدمّر أعقبته أمواج مد عاتية (تسونامي)، أسفرا عن مقتل الآلاف وفقدان آخرين، وسببا أخطر كارثة نووية في العالم منذ ربع قرن. وفي 11 آذار (مارس) 2011، ضرب زلزال بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، شمال شرقي اليابان، مسبّباً «تسونامي» هائلاً، ومقتل حوالى 16 الف شخص وفقدان حوالى 3 آلاف، اضافة الى كارثة في محطة فوكوشيما النووية حيث اضطرت السلطات الى إخلاء المنطقة، بعد حدوث انفجارات هيدروجينية وتسرب إشعاعي. وحظرّت السلطات الدخول الى منطقة قطرها 20 كيلومتراً حول المحطة في بلدة أوكوما المهجورة، والتي قد لا يسمح للسكان بالعودة إليها، بعدما أُجبر حوالى 80 ألفاً منهم على مغادرتها، هرباً من الإشعاعات. لكن سكاناً سابقين في أوكوما، ارتدوا سترات واقية وأقنعة وقفازات، نظموا مراسم على أرواح الضحايا. وقالت توموي كيمورا (93 سنة) التي فقدت أربعة من عائلتها، لم يعثر على اثنين منهم: «كان مكاناً رائعاً. لم أتمكّن حتى من البحث عن جثث أقاربي». ويُفترض أن تدفع «شركة كهرباء طوكيو» (تيبكو) التي تشغّل محطة فوكوشيما وتساهم الدولة في تمويلها، تعويضات الى أكثر من 1.5 مليون شخص، تضرروا في الحادث. ويحتاج تفكيك المحطة الى نحو 40 سنة. ونُظمت تظاهرات مناهضة للطاقة النووية، في طوكيو أمام مقرّ «تيبكو» وفي مناطق أخرى، مرددين هتافات تطالب بإغلاق كلّ المحطات الذرية. ومنذ كارثة الزلزال و «تسونامي»، يعيش حوالى 350 ألف شخص خارج منازلهم، فيما لم يتحقّق تقدّم في معالجة نحو 22 مليون طن من النفايات التي تراكمت خلال يوم واحد، في المناطق الثلاث الأكثر تضرراً: مياغي وأيواتي وفوكوشيما. وما زالت عائلات 3200 مفقود في الكارثة، تحاول العثور على جثثهم لدفنها. وتحت إلحاح عائلات مفقودين، ما زالت الشرطة وخفر السواحل يفتشون أنهاراً وشواطئ، بحثاً عن رفات. وبثت وسائل إعلام يابانية برامج خاصة، أعرب خلالها شهود عن ألمهم لفقدان أقرباء، أو عن غضبهم لبطء عملية إعادة الإعمار. بلدة أوفوناتو وتوقفت الحركة في البلاد، عند الساعة 14.46، في لحظة حدوث الزلزال، حداداً على أرواح الضحايا، كما التزمت بلدة أوفوناتو الساحلية حداداً لمدة 33 دقيقة، إحياءً لذكرى «تسونامي» ارتفاعها 23 متراً، ضربت البلدة التي يقطنها 41 ألف نسمة. ووضع المئات أكاليل زهور بيضاء في مكان مخصص للقتلى والمفقودين من البلدة، وعددهم 420 شخصاً. وقال كوسي تشيبا (46 سنة) الذي فقد والدته وزوجته في الكارثة: «لا يمكن أن نكتفي بالحزن فقط. مهمتنا مواجهة الواقع والمضي قدماً خطوة خطوة. لكن خسائر البلدة كانت ضخمة جداً، ومتاعبنا النفسية عميقة جداً. نحتاج وقتاً طويلاً لإعادة البناء». وتعهد رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا بذل ما في وسعه، لإعادة إعمار المنطقة المدمرة وإبقاء الكارثة حية في الذاكرة الجماعية للأجيال المقبلة. وقال: «أسلافنا الذين حققوا الازدهار لليابان، انبعثوا تكراراً من أزمات، وكل مرة في شكل اكثر قوة. سنبقى الى جانب الشعب في المنطقة المنكوبة، ونتساعد لننفذ مهمتنا التاريخية في تحقيق إعادة بناء هذه الأمة». وأضاف: «لن ننسى أقرباءنا وأصدقاءنا وزملاءنا الذين فُقدوا في الكارثة. لن ننسى أبداً الدعم والتضامن الذي تلقته اليابان من الخارج، ونشعر بامتنان وشكر عميقين». (راجع مقاله في الصفحة 9). أما الامبراطور أكيهيتو الذي يتعافى من جراحة في القلب، فحيّا «من أعماق قلبه كلّ الذين فقدوا حياتهم في الكارثة»، متوقعاً «صعوبات كثيرة في طريق التعافي».