تتكاثر القصص في شوارع بغداد عن أعمال قتل وحشية يتعرض لها فتيان يتهمهم متشددون دينيون بتقليد ظاهرة «الإيمو» معظمها يتم بسحق رأس الضحية، فيما يتداول الشباب الذين سارعوا إلى تغيير مظهرهم وتزاحموا على صالونات الحلاقة لقص شعرهم، مقاطع نشرت على صفحات «فايسبوك» لحوادث قتل اشهرها قتل فتى في مدينة الصدر اسمه حيدر وهو مهشم الرأس. الصحف ووسائل الإعلام المحلية نشرت صوراً لقوائم موقعة باسم «المجاهدين» ألصقت على الجدران في مدينة الصدر، تهدد عشرات الشباب المتهمين ب «الشذوذ»، فيما يشير بعضهم إلى وجود خلط بين «الإيمو» أو «أصحاب النفوس الحساسة Emotive Driven و»المثليين». وتتحدث بعض الروايات عن ارتفاع عدد الضحايا إلى 100، متهمة أطرافاً رسمية أو دينية بقتل الفتيان وعممت تعليمات على المدارس ومؤسسات الدولة وأجهزة الشرطة تدعو إلى الحذر من مقلدي «الإيمو» وملاحقتهم. وقال علي سيف، وهو احد المراهقين الذين تلقوا تهديدات بالقتل، إن «التصفية الوحشية التي حصدت زملائي جاءت بعد أيام على حملة رسمية وإعلامية حاولت إظهارنا في مظهر الشياطين فيما لا يتعدى أمرنا تقليد قصات شعر معينة وارتداء أكسسوارات لا ترتبط بأي نشاط فكري أو ديني». شاب آخر يدعى مهند أكد على «فايسبوك» أن عناوين وصور وأسماء الضحايا حصلت عليها المجموعات المتطرفة من اختراقها شبكة التواصل الاجتماعي، وقال:»إن أحداً لم يسأل لماذا بدأت الحملة ضدنا بالتزامن مع الحملة الرسمية ضد ملابس الفتيات في الجامعات والمدارس تحت بند الحشمة». لكن وزارة الداخلية التي أنشأت قبل عامين جهازاً يدعى الشرطة المجتمعية التي أصدرت بياناً يدعو إلى مكافحة ظاهرة «الإيمو»، ردت على كل التقارير والأرقام عن حوادث القتل مؤكدة أنها عمليات»ثأر تحدث دائماً». واعتبرت «الحديث عن قتل العشرات من مقلدي ظاهرة الإيمو مفبركاً». لكن التطمينات الرسمية لم تمنع كار رجال الدين، يتقدمهم المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني من تحريم قتل «الإيمو»، معتبراً من يقتلهم «إرهابياً». ومثله فعل رجل الدين الشيخ محمد اليعقوبي والحزب الإسلامي بالإضافة إلى إدانات من معظم القوى السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. وقال زعيم تيار الصدر مقتدى الصدر الذي حدثت أعمال القتل في مناطق ينشط فيها اتباعه إن «هؤلاء (الإيمو) سفهاء مجانين»، وهم «آفة في المجتمع المسلم». وطالب المختصين ب»إنهائهم من ذي بدء تحت طائلة القانون». وأبدت الحكومة موقفاً مغايراً فقال الناطق باسمها علي الدباغ خلال مؤتمر امس إن «الإيمو لا يتعرضون للملاحقة القانونية والظاهرة حرية شخصية، وأجهزة الأمن ملزمة حماية الحريات» وكانت منظمات حقوق إنسان وتقارير ناشطين ووسائل إعلام أشارت خلال الأيام الماضية إلى تعرض الشباب الذين يرتدون أزياء سوداء ويضعون أكسسوارات أو يطيلون شعورهم لملاحقة الشرطة. عائلات بغدادية باتت منذ أيام تمنع أبناءها من الذهاب إلى المدارس أو الخروج إلى الشارع خوفاً من قتلهم، فيما طغى «رعب الإيمو» على أحاديث السكان والإعلام والسياسيين.