حذّرت وزارة الخارجية الديبلوماسيين في الخارج من ارتداء الزي الرسمي في الأماكن العامة وعدم التجول ليلاً. التحذير جاء عقب جريمة اغتيال الديبلوماسي السعودي خلف العلي «رحمه الله تعالى» في بنغلادش، ولم يكن مستغرباً من الخارجية التحذير المتأخر، حتى بالنسبة إلى المواطنين العاديين المسافرين لا تأتي التحذيرات إلا متأخرة، الأمثلة هنا كثيرة كان آخرها التحذير من السفر إلى سورية التي تعيش أزمة وقلاقل منذ عام. وإذا تلفتّ من حولك ستجد أن عدد البؤر الملتهبة في العالم العربي في تزايد، وهناك مواقف سياسية سعودية معلنة من كل أزمة، ولكل موقف ثمن غالباً ما يدفعه المواطنون العاديون المسافرون أو الديبلوماسيون. بحثت في موقع الوزارة الإلكتروني عن التحذير فلم أعثر عليه لا في الصفحة الأولى ولا في محرك البحث، لكن صحفاً محلية نشرت ذلك، إلا أن المهم أن تسبق التحذيرات الأزمات حفاظاً على الأرواح، ومثله في الأهمية أن يعلم الرأي العام نتائج التحقيقات فلا تغيب مع سطوة أحداث جديدة على المشهد الإعلامي. ... لبنان بلد فريد حتى في مواقفه السياسية - إن جاز التعبير - واعتبرناها مواقف... متعددة الأدوار، لبنان في بعض الشؤون العربية هو بلد ناءٍ ينأى بنفسه عن اتخاذ موقف واضح، حتى في القضايا الإنسانية التي تخص لاجئين سوريين مدنيين هربوا بنسائهم وأطفالهم من القصف والقتل! وهو موقف مخجل غير إنساني سجله التاريخ. لكن لبنان الذي ينأى بنفسه تشتغل أكثر طبقته السياسية في الاستثمار الشخصي لتلك المواقف المتعددة الأدوار والمتنقلة يميناً وشمالاً، وفق هبوب الرياح، هم برعوا في السمسرة السياسية، فكل تصريح له ثمنه، وهناك مستهلكون، ولا يستبعد أن تجتمع طائفة سماسرة السياسة في لبنان كل مساء لعمل مقاصة! ... الرئيس الروسي مدفيديف، ووفق موقع «روسيا اليوم»، أصدر قراراً بإعفاء فلاديمير تيتورينكو، سفير روسيا في قطر من منصبه. السفير لم ينقل إلى مكان آخر بل تم إعفاؤه وهو ما يدفع إلى التخمين عن أسباب حادثة توقيف أو تفتيش الحقائب الديبلوماسية للسفارة الروسية في قطر، التي أحدثت أزمة بين البلدين، تبعها خفض روسيا مستوى بعثتها الديبلوماسية في الدوحة. معروف عن بعض دول الخليج أنها «توسع صدرها» على حقائب الديبلوماسيين، ومعروف عن بعض هؤلاء أن حقائبهم تزداد اتساعاً مع استثمار ذلك «أجدى» استثمار، وإذا ضاق الصدر يتبعه تضييق منافذ الدخول، أما مصلحة البلدان فمسألة أخرى. www.asuwayed.com