شكلت محافظة بغداد أمس لجنة لإغاثة العائلات التركمانية النازحة من تلعفر وطوز خورماتو، في وقت اعلنت وزارة الهجرة والمهجرين رصد مبالغ «كبيرة جداً» لمساعدة النازحين ودعم الوزارات المعنية. الى ذلك، دانت هيئة علماء المسلمين وزعيم عشائر الدليم علي الحاتم تهجير المسيحيين من الموصل. ويتعرض مئات آلاف العراقيين، لا سيما التركمان والمسيحيين لعملية تهجير منظمة تمارسها الجماعات المسلحة المتشددة، فيما اضطرت عائلات سنّية وشيعية وكردية الى مغادرة منازلها بسبب جولات القتال المستمرة. وأعلنت محافظة بغداد في بيان أمس أنه «تم الإيعاز بتشكيل لجنة من قسم شؤون المواطنين للتنسيق مع جمعية الهلال الاحمر لإيصال المواد الاغاثية، وتوفير أماكن لإيواء العائلات النازحة من مدينتي تلعفر وطوزخرماتو الى بغداد». واوضحت ان «المحافظة عمدت خلال هذه الفترة إلى إنشاء مجمع سكني لإيواء العائلات النازحة حيث تم تهيئة أرض خاصة بهذا المجمع في النهروان، وبدأ العمل به وهو الآن على وشك الانجاز ويتكون من 400 كرفان مجهز بكل سبل الراحة من أثاث واسرة وأجهزة منزلية، فضلاً عن مركز صحي خاص بهذا المجمع وسيارة اسعاف للحالات المرضية الطارئة». إلى ذلك، قال الناطق باسم الوزارة ستار نوروز ان «ما فاقم مشكلة النازحين في البلاد وجعلها بهذا الحجم، هو نزوح الاهالي بأعداد لم تتوقعها الوزارة او اي جهة من قبل، ووصلت التقديرات لنزوح اكثر من مليون شخص داخل البلاد». وبيّن أن «الحكومة الاتحادية رصدت مبلغاً كبيراً جداً بصورة غير معهودة لتقديم المساعدات إلى النازحين داخل البلاد، وهذه المبالغ ستعمل على تفعيل عمل القطاعات المسؤولة عن ملف المهجرين، خصوصا وزارة الهجرة التي ستنهض وتنمو بشكل اكثر مهنية وجدية». وتابع أن «الوزارة والجهات ذات العلاقة، فضلاً عن المنظمات المحلية والدولية المختصة لم تواجه في العراق مثل هذه الحالة من قبل، لذلك كان الجميع مربكين في بادئ الأمر بسبب حجم الكارثة، لكن سرعان ما استعادت تلك الجهات زمام المبادرة وبدأت السير وفق خطط مدروسة لاستيعاب تلك الاعداد». وكانت مفوضية حقوق الانسان اعلنت وصول عدد النازحين داخل العراق إلى مليون و250 الف نازح . في هذه الاثناء، طالبت كتلة «الرافدين المسيحية» بحملة وطنية لإغاثة العائلات النازحة. وقال رئيس الكتلة يونادم كنا: «هناك ضرورة لإطلاق حملة وطنية عاجلة لتقديم المساعدات إلى العائلات المسيحية النازحة من الموصل وتوفير المكان المناسب لها خصوصا بعد نزوحها الى مناطق تفتقر الخدمات الأساسية». وصادر المتشددون عقارات المسيحيين ودورهم السكنية وجردوهم من ممتلكاتهم، قبل الخروج من المدينة صوب سهل نينوى وإقليم كردستان. واوضح كنا أن «حكومة الإقليم غير قادرة على استيعاب الاعداد المتزايدة، في ظل ازمتها المالية منذ سبعة اشهر وعدم المصادقة على الموازنة الاتحادية». وشدد على ضرورة ان «يتولى المجتمع الدولي توفير الحماية اللازمة للمكونات الدينية التي تتعرض للإبادة على ايدي الجماعات المسلحة في الموصل بعد ان خرجت تلك المناطق عن سيطرة الحكومة الاتحادية». بدورها، أعلنت هيئة «علماء المسلمين» السنّية أمس أن « قيام تنظيم الدولة الإسلامية بإخراج المسيحيين من مدينة الموصل يعدّ تجنياً على الأبرياء وخروجاً عن السبل المعتبرة التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم». وأضافت الهيئة في بيان «لا يحق شرعاً لأي جهة أن تتخذ مثل هذه الإجراءات، وإن ما جرى من سلب البيوت والأموال والمقتنيات تجري عليه أحكام الغصب في الشريعة الإسلامية». ودعت إلى «إصلاح هذا الخطأ الكبير ورفع الظلم عن هذا المكون والسماح لأبنائه بالرجوع إلى ديارهم». ودان زعيم عشائر الدليم في الانبار الشيخ علي الحاتم أيضاً تهجير المسيحيين من الموصل، وقال في تسجيل مصور نشر امس إن «الثورة قامت على يد ابناء العشائر وعلى صوتها بفضل قادتها الذين أخذوا على عاتقهم مسؤولية قيادتها منذ أيامها الأولى والذين سيبقون هم قادتها حتى تحقيق اهدافها قريبا ان شاء الله وعليه فلن نسمح لأي جهة مهما كانت صفتها بتجيير هذه الثورة لصالحها او اختزالها». وأضاف أن «ثورتنا هويتها سنّية وستبقى سنّية لأنها ملك لجميع المكون السنّي ولا يمكن اختزالها بحزب او حركة او هيئة او اي جهة اخرى دينية كانت او سياسية»، مشدداً على أن «الزعامات العشائرية وقيادات الثورة خط أحمر لن نسمح لاي جهة التطاول عليها». وطالب جميع العراقيين «بالوقوف مع أصحاب الديانات الأخرى والتصدي لكل من يحاول الاعتداء عليهم وتهجيرهم والمساس بممتلكاتهم»، معتبراً «ما يتعرض له المسيحيون وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى في الموصل دعوة واضحة وصريحة للعالم اجمع للوقوف ضد ثورتنا». واوضح أن «ما حصل في الموصل يتناقض مع مبادىء الثورة واهدافها القائمة على التعامل مع الجميع وفق مبدأ المواطنة الذي اعتمده الرسول في دولة المدينة»، داعياً الجهات المسؤولة عن هذه التصرفات إلى «اعادتهم الى منازلهم وعدم المساس بهم وتوفير الحماية لهم كون ثورتنا شعارها رفع الظلم عن المظلومين لا ترويع الآمنين».