باريس - أ ف ب - يحيي عازفون كوريون شماليون، في حدث موسيقي تاريخي، حفلة للمرة الأولى في أوروبا تقام الأربعاء المقبل في باريس مع أوركسترا إذاعة فرنسا الفلهارمونية بقيادة المايسترو الكوري الجنوبي ميونغ-وون-تشونغ الذي صرّح أنه يسعى الى ذلك منذ 30 سنة، مؤكداً أنه «بالنسبة إلى السواد الأعظم من الكوريين، باستثناء الأوساط السياسية، لا وجود لكوريتين، بل هناك بلد وعائلة مقسمة، وأنا لا أعرف كورياً لا يرغب في تقارب بين الكوريتين كحد أدنى أو حتى إعادة التوحيد». ويتضمن برنامج الحفلة الباريسية مقطوعات كورية تقليدية، والسمفونية الأولى لبرامز، فيما يعتبر تشونغ أنه «من المبكر جداً» جعلهم يعزفون السمفونية التاسعة لبيتهوفن التي تعتبر تحفة الموسيقى الغربية ورمزاً للثقافة الاوروبية. ويشار إلى أن تشونغ يدير أوركسترا إذاعة فرنسا الفلهارمونية منذ العام 2000، وهو منذ العام 2005 المدير الفني لأوركسترا سيول الفلهارمونية حيث ولد، فيما ولدت أمه في بيونغ يانغ. ويقول بتأثر: «طيلة حياتي عشت وضع عائلة ممزقة، لا يعرف بعضنا بعضاً ونفكّر دائماً في الأسوأ حيال الآخر... لكن الموسيقى تساعد في تجاوز الحياة اليومية والسياسية المنقسمة». انطلقت المغامرة العام 2011، بفضل وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ الذي عمل على إنشاء مكتب للتعاون الثقافي في بيونغ يانغ، ما سمح لقائد الأوركسترا الكوري الجنوبي بالتوجه إلى كوريا الشمالية. ويروي تشونغ أن كوريا الشمالية «صارت عالماً قائماً بذاته، ومن البديهي أن يعيش الكوريون الشماليون منعزلين عن الخارج»، لافتاً إلى أنه التقى قائدي أوركسترا هناك، درس أحدهما سبع سنوات في فيينا والآخر سنتين في موسكو. وأمضى تشونغ أربعة أيام في كوريا الشمالية حيث عمل مع أوركسترا بيونغ يانغ الوطنية وأوركسترا أونهاسو التي أُسست العام 2009 ومتوسط أعمار عازفيها 20 سنة. ويوضح المايسترو أن اختيار العازفين الأصغر سناً سببه «أن الطاقة التي يتمتعون بها أعطتني أملاً في المستقبل»، مشدداً على أن هؤلاء العازفين يتمتعون بمستوى تقني جيد، لكنهم غير مطلعين كثيراً على الموسيقى الغربية. ويقول: «أنا من النوع الذي يتكلم كثيراً مع بدء التمارين، إلا أنهم لا يفعلون الشيء ذاته، ليس بعد». ويتابع: «قلت لهم: قد تعتبرونني شخصاً خطراً للغاية لأنني أتكلم عن الحرية... لكنهم مستعدون للمخاطرة». وإلى جانب العزف في باريس، سيتحول الفنانون الضيوف إلى سياح أيضاً، «خصوصاً في الأكل»، بحسب تشونغ الذي يعد بأن يقوم بدور سفير المطبخ الفرنسي. ويركز المايسترو الآن على هدفه النهائي المتمثل في جمع عازفين من الكوريتين في حفلة واحدة قبل نهاية السنة.