أبدى أولياء أمور الطلاب في ابتدائية الخوبة قلقهم الشديد على سلامة أبنائهم، جراء وجود تشققات في جدران المدرسة وعدم توافر خدمات واشتراطات السلامة الخاصة بحماية الطلاب من المخاطر، إضافة إلى عدم خضوع المدرسة إلى الإشراف الوقائي. واتفق جميع من التقتهم «الحياة» على أنهم يعيشون القلق يومياً على حياة أبنائهم، مستغربين من الموقف السلبي لمسؤولين في وزارة التربية والتعليم، وعدم متابعتهم لمثل هذه المعضلات التي تواجه حركة التعليم في البلاد، مشيرين إلى أنه ربما تحدث كارثة إذا لم يتم تدارك الأمر بسرعة. ويقول الهزازي: «ليس من المعقول أن تكون هناك مدرسة من دون ترخيص، ولا أعلم كيف تم التصريح بالدراسة في هذا المبنى قبل وصولها إلى الجهات ذات العلاقة للكشف عليها والتأكد من مدى ملاءمتها لدراسة الطلاب نفسياً وبيئياً وصحياً وحتى من ناحية السلامة»، مشيراً إلى أنه فوجئ حين زيارته إلى المدرسة بعدم وجود غرفة خاصة للحارس، إذ انه يكتفي بالجلوس على كرسي من الحبال تحت ظل شجرة مجاورة للمدرسة. وفيما يكتفي أبو إبراهيم بالاستغراب من استمرار الدراسة في المبنى المستأجر المهدد بالسقوط، كما يصفه، يكشف أبو أحمد أنه احتاط مسبقاً لإمكان حدوث كارثة في المدرسة، فعلم ابنيه كيفية التعامل مع الوضع والإسراع في الهروب. ويضيف: «لدي ابنان يدرسان في المدرسة، وفي البداية لم أصدقهما عندما كانا يخبرانني بتشققات الجدران وانكشاف أسلاك الكهرباء، وبعد أن اطلعت على المبنى من الداخل ذهلت ولم أصدق عيناي، ولأنني حريص على مستقبل أبنائي ولا خيار لي سوى تعليمهم أو تضييع مستقبلهم، فقد فضلت الخيار الأول، ولكن بعد أن تأكدت من تعليمهما كيفية الهروب لو حدثت الكارثة». ولا يخفي أبو أحمد أن زوجته تعيش على أعصابها طيلة فترة الدراسة جراء خوفها على ابنيها، آملاً من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم استئجار مبنى آخر يطمئن الأهالي من خلاله على سلامة أبنائهم. وأوضحت مصادر مطلعة من داخل المدرسة أن المبنى كان مقراً للمحكمة إلا أن المسؤولين في المحكمة تداركوا الوضع وانتقلوا إلى مبنى آخر، وعلى الفور بادرت إدارة التعليم المختصة باستئجار المبنى. وكشفت المصادر أن المواسير الخاصة بدورات المياه مسدودة، وهناك تمديدات كهربائية مغلقة بشبك حديد ربما تتسبب في حدوث صعقات كهربائية في حال هطول أمطار أو كسر ماسورة المياه أسفل القواطع الكهربائية. وأكدت المصادر أن جدران وأسقف بعض الغرف تتخللها الكثير من الشقوق، الأمر الذي أجبر إدارة المدرسة إلى تحويلها إلى مقر لمكتب المرشد الطلابي أو الاستفادة منها مستودعاً لمستلزمات المدرسة، لافتة إلى أن هناك محاولات لسد التشققات في السطح، إلا أن المياه ما زالت تدخل من تلك التشققات. وبينت المصادر أن هناك مخرج طوارئ في الدور الثاني وهو مصنوع من صفيح هش لا يحتمل أكثر من عشرة طلاب وهو قابل للانهيار في حال حصل تدافع الطلاب للهروب عند حدوث شيء لا سمح الله، موضحاً أن مخرج الطوارئ يمر من احد الفصول.