خيّم مناخ «الربيع العربي» ودور الشباب على مداولات «مؤتمر توصيل العالم العربي 2012»، الذي افتتحه أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس، في حضور الشيخة موزا بنت ناصر، ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم، والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وعدد من المسؤولين في الدول العربية، بينهم الرئيس السوداني عمر البشير. وأعلن الشيخ حمد أن بلاده «ستطلق قريباً القمر الاصطناعي «سهيل» الذي سيكون له أثر بالغ في النهوض بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر». ورأى أن «الدول العربية تواجه تحدياً حضارياً علمياً ومعرفياً»، ودعاها إلى مواجهة «التحديات المصيرية». وحضّ الحكومات والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات التمويل، على «تفعيل دور قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات». ودعا إلى «محاربة الفقر وإيجاد فرص العمل للشباب ودعم اقتصادات المنطقة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة تحقيقاً للأهداف الإنمائية للألفية». وقال إن قطر «جعلت الاقتصاد المعرفي منذ مطلع الألفية الثالثة، أحد أهم مرتكزاتها الأساسية لمواجهة تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية». وأشار رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية القطرية عبدالله العطية، إلى أن القمة «مهمة جداً لتطوير قطاع الاتصالات». ودعا إلى «عقدها مرة كل سنتين». وشددت الأمين العام ل «المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات» في قطر حصة الجابر في مستهل المؤتمر، على «حق المواطن العربي في التوصيل (التواصل)». ودعت إلى «التسلح بوسائل التكنولوجيا الرقمية»، وأشارت إلى أن العالم العربي «يحتاج إلى 75 مليون وظيفة بحلول عام 2020». وأوضح الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات حمدون توريه، أن «كلفة المشاريع المقدمة في القمة تصل إلى 50 بليون دولار، وتشمل الخدمات الإلكترونية وإيجاد وظائف». وتلا «رسالة الشباب إلى المؤتمر»، وهم «أوصوا بأن يشاركوا في صنع القرار، وطالبوا برعايتهم والتدريب وتمويل رجال الأعمال الشباب، ونشر الوعي بدور التكنولوجيا». ونوه المشاركون في القمة بدور الشيخة موزا بنت ناصر بالاهتمام بقضايا الشباب منذ سنوات سبقت «الربيع العربي». مبادرات إقليمية وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أن القمة هي «الأولى في المنطقة في ظل الربيع العربي»، واعتبر أنها «فرصة لإطلاق المبادرات الإقليمية التي تساهم في خلق مجتمع معلومات عرب منفتح على تقنيات العصر». وأثار الرئيس السوداني عمر البشير قضية «الحصار الجائر المفروض على السودان»، وقال إنه حرم بلاده من «استيراد أجهزة ومعدات والحصول على برامج أصلية، كما «حرم إنسان الريف الذي يمثل 80 في المئة من السكان من معطيات القرن الحادي والعشرين»، وأعلن «تقديم ثمانية مشاريع إلى القمة»، آملاً في أن «تجد الدعم». واقترح رئيس المجلس العسكري في مصر المشير محمد حسين طنطاوي في كلمة ألقاها نيابة عنه وزير الاتصالات محمد سالم، «مبادرة المحتوى الرقمي العربي، وإنشاء مركز الإبداع العربي لتوحيد جهودنا في شأن المحتوى العربي على الإنترنت»، داعياً إلى اجتماع في القاهرة لتنفيذ المبادرة. وتناول رئيس مجلس إدارة شركة «اتصالات قطر» (كيوتل) الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، دور الشركة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ولتحقيق «رؤية قطر 2030». مشاريع سعودية ولفت رئيس العمليات الاستراتيجية في «مجموعة الاتصالات السعودية» سعد القحطاني، إلى أن المملكة «باتت نموذجاً يحتذى، وقاربت خدمة الخليوي 200 في المئة (هاتفان لكل شخص)»، مشيراً إلى أن «12 مليون شخص يستخدمون الإنترنت، وخمسة ملايين يستخدمون الإنترنت في وقت واحد». وأعلن أن في السعودية «خطة لإيصال الإنترنت إلى كل بيت».