هدف التنمية العامة هو رفع المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والصحي، وحل المشكلات الناجمة عن التخلف، وتهيئة فرص جديدة للعمل للأفراد والمجتمع، والانتفاع الكامل بالإمكانات والموارد كافة، وتهيئة طاقات أفراد المجتمع لاستغلال موارد بيئتهم، وتنظيم علاقاتهم بعضهم ببعض أثناء العمل الجماعي الموجه لإحداث التغيير. كما تسعى التنمية إلى جانب هذا إلى تحقيق هدف رئيس هو تنمية طاقات الأفراد لكي يتحمل كل منهم مسؤولياته تجاه خطة التنمية، إذ إن البعض يرى أن أهداف التنمية تركز أساساً على أهمية التقدم الاجتماعي والاقتصادي، واعتبار ذلك من أهم أهداف التنمية على أساس أن برامج ومشاريع التنمية تهدف إلى تحقيق مستويات أفضل للمعيشة، ويرى البعض الآخر أنه يجب التركيز على عملية تنمية قدرات أفراد المجتمع للعمل والتفكير والابتكار والتجديد والإبداع، باعتبارها جميعاً قدرات ضرورية لتحقيق أهداف التنمية الشاملة، وعلى أساس أنهم لا يعتبرون التغيير المادي الهدف النهائي للتنمية. كذلك يرى آخرون أن التنمية تهدف إلى إيجاد الطريقة التي يرتبط بها أفراد المجتمع بعملية التنمية، لكن هذه الآراء مع اختلافها مع آراء أخرى، توضح لنا أن التنمية تسعى إلى تحقيق أهداف عامة تتلخص في إشباع الحاجات الأساسية لغالبية أفراد المجتمع مع تحقيق التجانس، بمعنى تذويب الفوارق بين طبقات المجتمع، بهدف القضاء على الصراع والتنازع بينها عن طريق تهيئة الفرص المتكافئة لتحقيق تماسك المجتمع وتقوية العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات، وكذلك الاهتمام بتحقيق التكامل بين الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية للمجتمع حتى لا يطغى جانب على آخر أثناء تنفيذ مشاريع التنمية، علماً بأن تنمية المجتمع كوسيلة لتحقيق التنمية على المستوى المحلي تهدف أساساً إلى البحث عما يمكن عمله لتحسين ظروف المعيشة في حدود إمكانات وموارد المجتمع المحلي المتاحة، وغايتها كسب رضا أفراد المجتمع بمساعدتهم على مقابلة حاجاتهم واكتساب مهارات جديدة تساعدهم في زيادة إنتاجهم ودخلهم، مع التأكيد على التعاون بين الحكومة والهيئات الأهلية لمنع تكرار الخدمات وازدواجها لتحقيق التكامل في مختلف المجالات، وتنسيق العمل بين الهيئات العاملة في مجال التنمية، سواء كانت أهلية أم حكومية، كما تهدف إلى رفع مستوى الخدمات القائمة بالفعل وتدعيم الهيئات القائمة بها بالمساعدات الفنية والمالية حتى يمكن تحقيق أهدافها. [email protected]