يستعد أحمد هنو، أحد أشهر مصمّمي مسلسلات الرسوم المتحركة المخصصة للأطفال، مثل «بكار» و «كاني ماني» و«السندباد البحري»، للسفر في حزيران (يونيو) المقبل إلى مهرجان «أنيسي» في فرنسا، حيث يعرض أحدث أفلامه القصيرة للأطفال إضافة إلى استضافته بصفته مدير وحدة الرسوم المتحركة في الهيئة العامة لقصور الثقافة. يخبر هنو أنه تربّى، كغيره من المصريين والعرب، على مشاهدة «توم وجيري» ومطارداتهما، ومنذ ذلك الحين وهو يحلم بأن يكون له دور في إنتاج أفلام للأطفال بنكهة عربية مصرية. هكذا، التحق بكلية الفنون الجميلة -قسم غرافيك- شعبة رسوم متحركة، ونال الماجستير والدكتوراه من جامعة كاسيل في ألمانيا في الرسوم المتحركة. ثم أشرف على إنتاج 34 فيلم رسوم متحركة للأطفال، شارك بها في الكثير من المهرجانات الدولية، بدءاً من مهرجان تورينو في إيطاليا مروراً بمهرجان تطوان في المغرب وكذلك مهرجان كينيا لسينما الأطفال. وحصل على جوائز محلية وعالمية، لا سيما الجائزة الأولى في مهرجان الإسكندرية الدولي لسينما الأطفال، وفي مهرجانات الإسماعيلية ومركز طلعت حرب وكينيا لسينما الطفل. يقول هنو إنه تأثر في أعماله بالفنان الكندي نورمان ماكلارين الذي كان موضوع رسالته لنيل درجة الماجستير، وينتقد صناعة الرسوم المتحركة في مصر، إذ يرى أنها ضعيفة جداً ولا تعدو كونها فقاعات تظهر على السطح بين فترة وأخرى. ويرى أن ذلك سببه الخطأ في التوجه الثقافي عند المسؤولين ورجال الأعمال في مصر، إذ لا يعقل أن ما يُنفق، حتى من جانب التلفزيون المصري، في حلقة أو اثنتين تلفزيونيتين، أكبر بكثير مما يُنفق على فيلم روائي للأطفال مدته ساعة ونصف الساعة. ويلفت هنو إلى أنه يشرف، كل سنة، على تخريج 20 إلى 25 طالباً من تخصص الرسوم المتحركة في كلية الفنون الجميلة، لكنه لا يعلم إلى أين يذهبون! يقول: «كان من الممكن الاستفادة من وسيط الرسوم المتحركة للتخلص من البرامج التعليمية الفاشلة في مصر والمنطقة العربية، لأنها أسلوب محبب وطريقتها بسيطة ومستساغة لدى الجميع»، مؤكداً أنه رأى بنفسه مدى تأثير الرسوم المتحركة خلال ورش عمل أقامها للأطفال في الأوبرا ونقابة الفنانين التشكيليين. وأشار إلى أنه يستعين في نقد أعماله بابنه إبراهيم (12 سنة) وابنته فريدة (6 سنوات)، لأنهما يعطيانه «مؤشراً صادقاً» لجودة أعماله قبل أن يسافر بها إلى الخارج. ويلفت إلى أن مداخيل الرسامين في أميركا وأوروبا هائلة، لأنهم لا يبخلون على العمل أثناء الإنتاج، «أما نحن، في مصر والمنطقة العربية، فمشكلتنا الكبرى هي الميزانية ومحاولة خفضها بكل الوسائل». ويشير إلى أن هناك قسماً للرسوم المتحركة في التلفزيون المصري، «لكن دوره تقلّص كثيراً، بينما لم تقم الفضائيات المختلفة في مصر، على رغم ارتفاع ميزانياتها، بأي محاولة لإنشاء أقسام لهذا الفن، بل تعتمد على استيراد أعمال جاهزة من الخارج وهي غالباً لا تناسب ثقافتنا». يعدّ أحمد هنو حالياً ل«مشروع العمر»، إذ يحلم بإنتاج أفلام مصرية جذابة، فكرتها الدرامية بسيطة، لكن معناها الاجتماعي عميق وتعتمد على الفكر، مؤكداً أنه «لكي نرتقي بهذه الصناعة، فإننا لسنا في حاجة إلى أفلام بميزانية ضخمة، بل إلى أفلام كثيرة بميزانيات بسيطة، وهذا ما أصبح متاحاً بعد التقدم التكنولوجي».