دمشق - أ ف ب - «أغاني حب»، عنوان اختارته «كورال شام» لأمسيتها الغنائية على مسرح الحمراء في دمشق ليل السبت - الأحد. واستطاعت الجوقة المؤلفة من ربات منازل وموظفين هواة غير متخصصين بالموسيقى، أن تحشد جمهوراً لواحدة من الأمسيات النادرة التي تشهدها دمشق في ظل الظروف التي تعيشها البلاد. «أغاني حب» على رغم من كل ما يحدث؟ يجيب قائد الفرقة حسام بريمو: «بالتأكيد. لأن الحب يبلسم الجراح، ويرمم الروح. الحب كان له الدور الأكبر في الأزمات، أكثر منه في أوقات الرخاء». قدمت الفرقة خمس أغان سورية هي «بالفلا جمال ساري» من ألحان رفيق شكري، و «يا جارحة قلبي» لسامي صيداوي، و «يا فجر لما تطل» لمصطفى كريدية، و «يا عاذلي كف الملامة» لعبدالرحمن جبقجي، و «يا محلى الفسحى يا عيني» من التراث السوري. كما قدمت خمس أغان مصرية هي «بين الرضا وبين الدلال» من ألحان داود حسني، و «مشغول عليك» لأحمد صدقي، و «إمتى الزمان يسمح يا جميل» لمحمد عبدالوهاب، و «إمتى حتعرف إمتى» لمحمد القصبجي، و «إسأل مرة علي» لسيد مكاوي. ولدى سؤاله عن الثيمة التي جمع وفقها تلك الأغاني في أمسية واحدة، قال بريمو: «اخترنا أغاني حب من سورية ومصر، والهدف أن نرى كيف عبرت كل منهما عن الحب». وأشار إلى أن «أغاني الحب في مصر تتضمن ولهاً وطرباً، في حين أن الأغنية السورية أقل تطريباً وأقل ولهاً. ففي أغنية مصر تجد في الحب ولهاً ولوعة وفراقاً، أما الأغنية السورية فتحكي عن حب سعيد وقليل المشاكل يحمل فرحاً بسيطاً». وأوضح الموسيقي السوري أنه «من حيث اللحن، الأغنية المصرية مشغولة جداً وقد جهد مؤلفوها حتى تأتي طويلة من دون أن تكون رتيبة، وذلك ليشعر المستمع من خلالها باللوعة التي تتحدث عنها الكلمات. أما السورية فاللحن فيها خفيف وبسيط ومعاد، ولا يتضمن صنعة تركيب». وأضاف بريمو: «اخترت خمس أغان سورية تحمل غزلاً خفيفاً، وفيها يأخذ الحبيب ما يلزمه من دون عناء. أما في المصرية، فالحبيب يقاتل للحصول على ما يريد». وأشار إلى أن «بنية الأغنية السورية تشبه الإنسان السوري الذي يميل إلى البساطة للحصول على السعادة. السوري بسيط يفرح بالقليل، ولا يحتاج إلى تبديل تسعة مقامات في الأغنية كي يحبها». لكنه استدرك قائلاً: « أحب اللون المصري، لأنه يصيب عمقي كموسيقي». أضاف: «أما كمتذوق، فأرى أن الأغنية السورية تشبه بساطة الإنسان السوري». وعن الجوقة التي تضم ربات منازل وموظفين وأصحاب مهن ومواظبتهم على التمرين في كورال كهذا، قال بريمو: «شقيقي البالغ من العمر سبعين سنة هو واحد من أعضاء الجوقة. وهو يقول لي دائماً أن الغناء في الجوقة خفض له فاتورة الدواء إلى نصفها». وذلك في إشارة إلى دور الغناء في تعزيز الحال النفسية لدى المغني. وسأل بريمو: «إذا كان الغناء بالنسبة إلى فرد ما يشكل دواء، فما الذي يمكن أن يفعله الغناء الجماعي؟» وأجاب: «الغناء ينسي الناس مشاكلهم، فيوحدهم الجمال... وحدة الحال تنسيهم الألم». ويذكر أن «كورال شام» هي إحدى الجوقات الغنائية التي يديرها بريمو في إطار مجموعة يطلق عليها اسم «لونا للغناء الجماعي»، وهي تضم أشخاصاً من أعمار مختلفة تتراوح ما بين ثلاث سنوات وسبعين سنة. وتضم المجموعة جوقات «سنا» و«ألوان» و«ورد» و«قوس قزح» و«أوركسترا ندى». وتهتم جوقة «كورال شام» بالتراث الغنائي العربي بشكله التقليدي، بأسلوب رشيق.