قال المفكر الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي، إن دعوته الأخيرة التي نادى بها إلى خطف الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي من المملكة كانت دعوة «خاطئة»، وأنها كانت نتيجة انفعال شخصي منه، بعد أن سمع ما فعله بن علي بأهل تونس على حد قوله. وأكد النفيسي في برنامج «لقاء الجمعة» أمس على قناتي «روتانا» و«الرسالة» الذي يقدمه الزميل عبدالله المديفر، أنه ممتلئ «بالحنق» على الرئيس (بن علي)، وقال: «جلست مع بعض من أهل تونس وجميعهم عاتبوا عتباً كبيراً على المملكة للجوء زين العابدين لأراضيها، وامتلأت «بالحنق» بعدها عليه، وفي لحظة انفعال وبعد هذه الجلسات المطولة، اقترحت عليهم بخطفه من السعودية، وكان ذلك بلغة الانفعال مني.. وشعرت بعدها بأنني نصحتهم بطريقة خاطئة، وعندما ذهبت إلى الكويت انتهزت الفرصة واعتذرت للمملكة، ولم تأتيني لا ضغوط سعودية أو كويتية على ذلك، بل لم يصلني أصلاً أي عتب من المملكة، وكان لزاماً علي أن أعتذر من هذه التوصية والمقترح، وهو ما تم أخيراً». وبشأن دعوة خادم الحرمين الشريفين لدول الخليج العربي بالانتقال من مرحلة «التعاون» إلى «الاتحاد»، قال: «الدول الصغيرة يجب أن تتحول إلى ثكنة كاملة، ودعوة خادم الحرمين الشريفين كنا ننتظرها منذ زمن طويل، لأننا تأخرنا كثيراً في ذلك، ونحن نؤيد ونتمنى خطوات أخرى في الدمج والأمن والدفاع، والرئيس العراقي السابق صدام حسين لو كان يعلم أن الكويت داخل منظومة خليجية لم يتجرأ على احتلالها». وبخصوص التدخلات الإيرانية في منطقة الخليج وآخرها البحرين، قال النفيسي: «إيران لديها مخططات إيرانية للاستيلاء على الضفة الغربية من الخليج العربي، الذي هو الشريط الخليجي من الكويت إلى سلطنة عمان، وتريد لهذا المخطط أن يتم دون دماء، وإنما يتم عن طريق حرب نفسية وإعلامية، وجمهور الشيعة في البحرين ليسوا مع إيران، وإنما الغريب أن بعض شيعة البحرين لم يخرجوا في مظاهرات طوال مئات الأعوام، ومع ذلك خرجوا الآن بصور خامنئي، وهم يتمتعون بالسكن والحرية ومطالبهم تتحقق، ولكنهم يدفعون منها. وأضاف: «الأكيد أن إيران هي من تحرك أحداث البحرين، ولها رجال فيها أمثال عيسى قاسم وعلي سلمان، ونحن نعتبر أن أمن البحرين هي من أمن الإسلام». وتابع: «الإيرانيون لا يتحركون بعفوية ولا خطط، وإنما هم فنانون في العمل النفسي، ولا يهمهم الشيعة بقدر ما يهمهم المشروع الفارسي، ومذابح العراق التي تجري تتم بمباركة إيرانية، لكي يئن شيعة العراق لها ويطلبون مساعدتها». وعن الثورات العربية التي تجري وإلى أين ستصل، قال: «الثورات العربية جاءت بمباركة أميركية ولم يُخطط لها، وما حدث في تونس وسقوط بن علي وأحداث مصر وغيرها كل ذلك متوافق مع الرؤية الاستراتيجية لأميركا». وعن الدستور السوري الجديد، الذي أقره نظام الرئيس بشار الأسد أخيراً، قال: «واقع سورية اليوم مؤلم، والحديث عن الدستور في حضرة الدم والقتل لا ينفع، وكان الأولى أن تحل الأزمة، وقبل أن تحاول أن تكسب الوقت، من خلال العبث في إيجاد الدستور، والنظام السوري يحتاج إلى استئصال، وهذه المرحلة بدأت الآن، معتبراً أن أحد الحلول لإسقاطة هو تسليح المعارضة»، وقال: «في حال سقوط نظام الأسد ستكون ضربة قاصمة لإيران، وستختنق بعد ذلك، وروسيا لن تتخلى عن سورية، مثل أميركا التي لن تتخلى عن إسرائيل». وحول إغلاقه مركزه الخاص بن رشد للدراسات في لندن، قال النفيسي: «أغلقت هذا المركز في لندن، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، لأن الشكوك زادت في المسلمين والعرب، وتم ذلك بعد نصيحة قدمها لي مسؤول بريطاني سابق». وفي فقرة الأيام السبعة في لقاء الجمعة، قال النفيسي معلقاً على تنازل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن صلاحياته: «الرئيس صالح ذكي جداً، وهو كمن يرقص على رؤوس الأفاعي، والرئيس الجديد أكاد أجزم أنه لن يستمر لسنتين، ولا أستبعد إطلاقاً عودة الرئيس صالح للحكم مجدداً في اليمن، لأنه لا يزال يقبض على المؤسسات الصلبة في الدولة، وإنما ما تخلى عنه هو فقط الشرعية الدولية التي سقطت عنه».