بين قلة ذات اليد وإعاقة فلذة الكبد يجابه أبو معاوية الحياة وحيداً. سيطرت عليه الأحزان، وأنهكته المراجعات المتكررة، وبعد سنوات مريرة وجد أن الوضع الصحي لابنه يزيد سوءاً يوماً بعد الآخر، وهنا كاد يقع ضحية لليأس، لولا إيمانه التام بالله عز وجل. مأساة يعيشها أبو معاوية بعد أن طرق كل الأبواب طلباً لعلاج ابنه الذي فقد حقه في الحياة كأي طفل عادي، بعد أن أنهكته الإعاقة طوال الأعوام السبعة. ويقول أبو معاوية: «ابني يبلغ من العمر سبعة أعوام، ولا يزال طريح الفراش وأسير الكرسي المتحرك، فهو مصاب بشلل دماغي بسبب الإصابة في الدماغ خلال مرحلة ما قبل الولادة، أدى بصورة غير مباشرة إلى الإصابة بفرط الببليرويين في الدم». ولا يخفي أبو معاوية أن ظروفه المالية أسهمت بشكل غير مباشر في عدم تحسن الحال الصحية لابنه: «وضعي المادي سيئ جداً ولا يسمح لي بإلحاقه بمراكز التأهيل أو حتى إخضاعه لأي علاج، ما جعلني مكتوف الأيدي لا أستطيع أن أقدم له أبسط مقومات الحياة التي تجعله يمارس حياته كأي طفل عادي»، موضحاً أن التقرير الصادر عن جمعية الأطفال المعوقين أكد أن معاوية لا يستطيع الجلوس بتوازن أو الانقلاب على بطنه أو الزحف، كما أن قدميه لا تستطيعان تحمل وزن جسمه. وعن دور جمعية الأطفال المعوقين في علاج ابنه، كشف أبو معاوية أن الجمعية لم تأل جهداً في مساعدة معاوية، «أعطته نحو خمس جلسات للإرشاد والنصائح، وكذلك برنامجاً للتدريب المنزلي لتحسين التحكم في حركة الرأس والجسم، كما عملوا على مساعدته في تغيير وضع جسمه وتشجيعه ليلمس أجزاء جسمه ويلمس الألعاب، إضافة إلى تدريبه على تحمل وزن جسمه على القدمين». ويتابع: «كانت البداية لمراحل علاج معاوية في تطور، ولكن تدهورت حاله بعد انتهاء برنامج الجمعية، وكان ذلك في العام 2005، وبعدها بنحو عام أوصت مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية بانضمام الطفل إلى برنامج التدخل المبكر، وبتقويم الطفل من معالج النطق والتخاطب ومعالجة القدرات الوظيفية الحركية للفم والبلع، إضافة إلى تقويم ومعالجة من اختصاصي العلاج الطبيعي والوظيفي، وتقويم من أجل وصف الأجهزة المناسبة للطفل، وعلى رغم هذه المحاولات، إلا أن الكم الهائل من التقارير الطبية وسنوات عمره السبع لم تشفع له في المراكز الخاصة التي تتطلب الكثير من المال. يتحسر أبو معاوية على ابنه: «معاوية اليوم أصبح طريح الفراش وأسير الكرسي المتحرك، بعد أن فقد حقه بالعلاج وأصبح معوقاً بلا هوية، فحتى بطاقة معوق لم يحصل عليها». ويتمنى الوالد المحبط من المستشفيات المتخصصة وفاعلي الخير مساعدته في تحسين وضع ابنه، والعمل سريعاً على تدارك وضعه، «أشعر بالأسى والحزن عندما أشاهده وأراه عاجزاً عن القيام بأبسط حركة قد تساعده، ويعلم الله أنني ووالدته نعيش وضعاً بائساً بسببه، إضافة إلى ما نعانيه من ظروف مادية لا يعلم بها سوى الله عز وجل».