هكذا نحن، اختصرنا كل شيء في مباراة واحدة «مفصلية»، كنا نعرف مسبقاً صعوبتها، ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن نحصل على أكثر من التعادل. لقد نسينا مباراتي عمان ولقاءي تايلند، ومباراة الذهاب أمام المنتخب الأسترالي في الدمام، والتي خسرناها على أرضنا وبين جمهورنا، بل إننا نسينا طريقة عدم تأهلنا إلى نهائيات كأس العالم الماضية في جنوب أفريقيا، ومرت تلك الصدمة مرور الكرام، وكأننا خسرنا تأهلاً إلى بطولة كأس العرب. المشكلات التي تتكرر عند أصحاب القرار في اتحاد الكرة، أن لا فرق بين بطولة إقليمية، وبطولة بحجم كأس العالم، حيث تأتي المعالجة واحدة، ولو عدنا إلى كأس العالم الأخيرة 2010، وحسبنا المسافة بين إقصائنا من التصفيات المؤهلة لذلك العرس العالمي، وبين بداية تصفيات كأس العالم 2014 لوجدنا أن الزمن تجاوز العامين. والسؤال ماذا فعلنا منذ ذلك الوقت، وهل تحركنا بسرعة لإحضار جهاز فني جديد يعمل على إعداد منتخب 2014، أم اكتفينا بالحديث فقط عن أمنيات وأحلام وخطط..؟ وللأسف، فإن ما حدث هو أننا بدأنا نستعد لدورة الخليج، وجاءت النتائج أيضاً مخيبة، وعندما فكرنا بالتعاقد مع مدرب للمنتخب، أخذ ذلك منا شهوراً، لينتهي البحث الطويل بالتعاقد مع الهولندي الشهير فرانك ريكارد. صحيح أن ريكارد مدرب عالمي، وصحيح انه حصل على عقد هو الأكبر على مستوى مدربي العالم كافة، لكن هذا ليست هذه هي المشكلات، بل إن المشكلات الكبرى أن ريكارد جاء متأخراً، وكان من الأفضل أن يكون حضوره في نهاية 2010. إن الحديث الآن عن خروج المنتخب من التصفيات التمهيدية لن يقدم أو يؤخر، حتى وإن «عوّر قلوبنا»، كونه حدث في «ثلاث دقائق» فقط، وفيها جاءت «ثلاثة أهداف» أضاعت حلم التأهل إلى التصفيات النهائية. إن على اتحاد كرة القدم المؤقت والقادم المنتخب بعد أربعة أشهر أن يكون إعداد منتخب 2018 من أول وأهم ملفات الاتحاد، حتى يكون في مقدورنا الوصول إلى النهائيات من دون خوض التصفيات. وإذا أحسنا إعداد المنتخب منذ الآن، وأبقينا على مدربه الحالي ريكارد بعد التفاوض معه على تخفيض عقده، فإن من أهم المهمات القادمة لنا هو الفوز ببطولة كأس أمم آسيا المقبلة، لأنها الاختبار الحقيقي لقدرة المنتخب على الوصول إلى كأس العالم. أما كلمة الحق التي يجب أن تقال، فهي للأمير نواف بن فيصل، نقول له شكراً من الأعماق، فقد عملت واجتهدت لم توفق في تحقيق حلم التأهل لكأس العالم، ولكنك أسست لعمل مستقبلي جريء، لا يفعله إلاّ الواثقون، والمخلصون. بل وزدت على ذلك بقرار تاريخي، حين أقلت نفسك من رئاسة اتحاد كرة القدم، لتقدم نموذجاً رائعاً في كيفية التعامل مع الأمور والأزمات، فكنت الأمير الشجاع الذي جعل مصلحة الوطن تعلو فوق مصلحته الشخصية، وهكذا هم الكبار. [email protected]